بالمحقق كان محقق الفضلاء و مدقق العلماءو حاله في الفضل و النبالة و العلم و الفقهو الجلالة و الفصاحة و الشعر و الأدب والإنشاء أظهر من أن يذكر و أظهر من أن يسطرو كان أبوه الحسن من الفضلاء المذكورينوجده يحيى من العلماء الأجلاء المشهورين وثمَّ قال، قال بعض الأجلاء الاعلام منمتأخري المتأخرين رأيت بخط بعض الأفاضل ماصورة عبارته، في صبح يوم الخميس الثالثعشر ربيع الأخر سنة ست و سبعين و ستمائة (676)سقط الشيخ الفقيه أبو القاسم جعفر بنالحسن بن سعيد الحلي (ره) من أعلى درجة فيداره فخر ميتا لوقته من غير نطق و لا حركةفتفجع الناس لوفاته و اجتمع لجنازته خلقكثير و حمل الى مشهد أمير المؤمنين عليهالسلام و سئل عن مولده و قال اثنتين وستمائة.
أقول و على ما ذكره هذا الفاضل يكون عمرالمحقق المذكور أربعا و سبعين سنة تقريباانتهى.
و قال في منتهى المقال (رجال بو علي) و مانقله (ره) من حمله الى مشهد أمير المؤمنينعجيب فإن الشائع عند الخاص و العام ان قبرهطاب ثراه بالحلة و هو مزار معروف و عليهقبّة و له خدام يخدمون قبره يتوارثون ذلكأبا عن جد و قد خربت عمارته منذ سنين فأمرالأستاد العلامة (السيد علي صاحب الرياضشرح النافع) بعض أهل الحلة فعمروها و قدتشرفت بزيارته قبل ذلك و بعده و اللّهالعالم.
و قال المامقاني في تنقيح المقال، و أقولان قبره في الحلة كما ذكره الا ان المطلععلى سيرة القدماء يعلم انهم من باب التقيةمن العامة كانوا يدفنون الميت ببلد موتهثمَّ ينقلون جنازته خفية الى مشهد منالمشاهد.
و قد دفنوا الشيخ المفيد (ره) في دارهببغداد ثمَّ حمل بعد سنين الى الكاظمية ودفن عند قولويه تحت رجل الجواد عليهالسلام.
و دفنوا السيد الرضي و المرتضى و أباهمابالكاظميين ثمَّ نقلوهم خفية الى كربلاء