الشرف يعقوب بن فارس الجعبري التاجر بفرجة ابن عمود ، و كان يحفظ القرآن و يؤم بمسجد القصب ، و يصحب الشيخ تقي الدين بن تيمية و القاضي نجم الدين الدمشقي ، و قد حصل أموالا و أملاكا و ثروة ، و هو والد صاحبنا الشيخ الفقية المفضل المحصل الزكي بدر الدين محمد ، خال الولد عمر إن شاء الله .و فيها توفي : الحاج أبو بكر بن تيمراز الصيرفي كانت له أموال كثيرة و دائرة و مكارم و صدقات ، و لكنه انكسر في آخر عمره ، و كاد أن ينكشف فجبره الله بالوفاة رحمه الله .
ثم دخلت سنة سبع و عشرين و سبعمأة استهلت بيوم الجمعة و الحكام : الخليفة و السلطان و النواب و القضاة و المباشرون هم المذكورون في التي قبلها سوى الحنبلي كما تقدم ، و في العشر من المحرم دخل مصر أرغون نائب مصر فمسك في حادي عشر و حبس ، ثم أطلق أياما و بعثه السلطان إلى نائب حلب فاجتاز بدمشق بكرة الجمعة ثاني عشرين المحرم ، فأنزله نائب السلطنة بداره المجاورة لجامعه ، فبات بها ثم سافر إلى حلب ، و قد كان قبله بيوم قد سافر من دمشق الجاي الدوادار إلى مصر ، و صحبته نائب حلب علاء الدين الطنبغا معزولا عنها إلى حجوبية الحجاب بمصر .
و في يوم الجمعة التاسع عشر ربيع الاول قرئ تقليد قاضي الحنابلة عز الدين محمد بن التقي سليمان بن حمزة المقدسي ، عوضا عن ابن مسلم بمقصورة الخطابة بحضرة القضاة و الاعيان ، و حكم و قرئ قبل ذلك بالصالحية .
و في أواخر هذا الشهر وصل البريد بتولية ابن النقيب ( 1 ) الحاكم بحمص قضأ القضاة بطرابلس ، و نقل الذي بها إلى حمص نائبا عن قاضي دمشق ، و هو ناصر بن محمود الزرعي .و في سادس عشر ربيع الآخر عاد تنكز من مصر إلى الشام ، و قد حصل له تكريم من السلطان .
و في ربيع الاول حصلت زلزلة بالشام وقي الله شرها .
و في يوم الخميس مستهل جمادى الاولى بأشر نيابة الحنبلي القاضي برهان الدين الزرعي ، و حضر عنده جماعة من القضاة .
و في يوم الجمعة منتصف جمادى الآخرة جاء البريد بطلب القاضي القزويني الشافعي إلى مصر ، فدخلها في مستهل رجب ، فخلع عليه بقضاء قضاة مصر مع تدريس الناصرية و الصالحية و دار الحديث الكاملية ، عوضا عن بدر الدين بن جماعة لاجل كبر سنه ، و ضعف نفسه ، و ضرر عينيه ، فجبروا
1 - و هو شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن إبراهيم بن النقيب ( تذكرة النبيه 2 / 174 ) .