بدایة والنهایة

ابن کثیر دمشقی؛ محقق: علی شیری

جلد 14 -صفحه : 367/ 200
نمايش فراداده

الشيخ الزاهد فضل العجلوني

الامير سلطان العرب

الشيخ محمد بن عبد الحق

الازرق ، مولده في سنة أربع و أربعين و ستمأة بقريته من بلاد بعلبك ، ثم أقام بقرية منين ، و كان مشهورا بالصلاح و قرئ عليه شيء ء من الحديث و جاوز التسعين .

الشيخ محمد بن عبد الحق ابن شعبان بن علي الانصاري ، المعروف بالسياح ، له زاوية بسفح قاسيون بالوادي الشمالي مشهورة به ، و كان قد بلغ التسعين ، و سمع الحديث و أسمعه ، و كانت له معرفة بالامور و عنده بعض مكاشفة ، و هو رجل حسن ، توفي أواخر شوال من هذه السنة .

الامير سلطان العرب حسام الدين مهنا بن عيسى بن مهنا ، أمير العرب بالشام ، و هم يزعمون أنهم من سلالة جعفر بن يحيى بن خالد البرمكي ، من ذرية الولد الذي جاء من العباسة أخت الرشيد فالله أعلم .و قد كان كبير القدر محترما عند الملوك كلهم ، بالشام و مصر و العراق ، و كان دينا خيرا متحيزا للحق ، و خلف أولادا و ورثة و أموالا كثيرة ، و قد بلغ سنا عالية ، و كان يحب الشيخ تقي الدين بن تيمية حبا زائدا ، هو و ذريته و عربه ، و له عندهم منزلة و حرمة و إكرام ، يسمعون قوله و يمتثلونه ، و هو الذي نهاهم أن يغير بعضهم على بعض ، و عرفهم أن ذلك حرام ، و له في ذلك مصنف جليل ، و كانت وفاة مهنا هذا ببلاد سلمية ( 1 ) في ثامن عشر ذي القعدة ، و دفن هناك رحمه الله .

الشيخ الزاهد فضل العجلوني فضل بن عيسى بن قنديل العجلوني الحنبلي المقيم بالمسمارية ، أصله ؟ بلاد حبراحي ، كان متقللا من الدنيا يلبس ثيابا طوالا و عمامة هائلة ، و هي بأرخص الاثمان ، و كان يعرف تعبير الرؤيا و يقصد لذلك ، و كان لا يقبل من أحد شيئا ، و قد عرضت عليه وظائف بجوامك كثيرة فلم يقبلها .

بل رضي بالرغيد الهني من العيش الخشن إلى أن توفي في ذي الحجة ، و له نحو تسعين سنة ، و دفن بالقرب من قبر الشيخ تقي الدين بن تيمية رحمهما الله ، و كانت جنازته حافلة جدا .

1 - سلمية : من أعمال حماة ، و كانت تعد من أعمال حمص ( تقويم البلدان لابي الفداء ص 264 ، معجم البلدان ياقوت الحموي ) .