بدایة والنهایة

ابن کثیر دمشقی؛ محقق: علی شیری

جلد 14 -صفحه : 367/ 35
نمايش فراداده

مصنفات و خطب ، و له شعر حسن ، توفي بمنزله ليلة الجمعة خامس عشر المحرم وصلي عليه عقيب الجمعة و نقل إلى تربة الشيخ أبي عمر بالسفح ، و كانت جنازته حافلة رحمه الله و أكرم مثواه .و في هذا الشهر توفي الامير زين الدين قراجا أستاذ دار الافرم و دفن بتربته بميدان الحصا عند النهر .و الشيخ شمس الدين محمد بن إبراهيم بن عبد السلام عرف بإبن الحبلى ، و كان من خيار الناس يتردد إلى عكا أياما حين ما كانت في أيدي الفرنج ، في فكاك أسارى المسلمين ، جزاه الله خيرا و عتقه من النار و أدخله الجنة برحمته .

الخطيب ضياء الدين أبو محمد عبد الرحمن بن الخطيب جمال الدين أبي الفرج عبد الوهاب بن علي بن أحمد بن عقيل السلمي خطيب بعلبك نحوا من ستين سنة ، هو و والده ، ولد سنة أربع عشرة و ستمأة و سمع الكثير و تفرد عن القزويني ، و كان رجلا جيدا حسن القراءة من كبار العدول ، توفي ليلة الاثنين ثالث صفر ، و دفن بباب سطحا .

الشيخ زين الدين الفارقي عبد الله بن مروان بن عبد الله بن فهر ( 1 ) بن الحسن ، أبو محمد الفارقي شيخ الشافعية ، ولد سنة ثلاث و ثلاثين و ستمأة ، و سمع الحديث الكثير ، و اشتغل و درس بعدة مدارس ، و أفتى مدة طويلة و كانت له همة و شهامة و صرامة ، و كان يباشر الاوقاف جيدا ، و هو الذي عمر دار الحديث بعد خرابها بيد قازان ، و قد باشرها سبعة و عشرين سنة من بعد النواوي إلى حين وفاته ، و كانت معه الشامية البرانية و خطابة الجامع الاموي تسعة أشهر ، بأشر به الخطابة قبل وفاته ، و قد انتقل إلى دار الخطابة و توفي بها يوم الجمعة بعد العصر ( 2 ) ، وصلي عليه ضحوة السبت ، صلى عليه ابن صصرى عند باب الخطابة و بسوق الخيل قاضي الحنفية شمس الدين بن الحريري ، و عند جامع الصالحية قاضي الحنابلة تقي الدين سليمان ، و دفن بتربة أهله شمالي تربة الشيخ أبي عمر رحمه الله ، و باشر بعده الخطابة شرف الدين الفزاري و مشيخة دار الحديث ابن الوكيل ، و الشامية البرانية ابن الزملكاني و قد تقدم ذلك .

1 - في السلوك 1 / 957 : فير ، و في شذرات الذهب ، عن الدرر الكامنة : فيروز 6 / 8 .

2 - و ذلك في حادي عشري صفر ( السلوك 1 / 957 ) .