ترجمة والد ابن كثير مؤلف هذا التاريخ
الوزير فتح الدين
الامير الكبير عز الدين أيبك الحموي
الامير الكبير عز الدين أ يبك الحموي ناب بدمشق مدة ثم عزل عنها إلى صرخد ، ثم نقل قبل موته بشهر إلى نيابة حمص ، و توفي بها يوم العشرين ( 1 ) من ربيع الآخر ، و نقل إلى تربته بالسفح غربي زاوية ابن قوام ، و إليه ينسب الحمام بمسجد القصب الذي يقال له حمام الحموي ، عمره في أيام نيابته .الوزير فتح الدين أبو محمد عبد الله بن محمد بن أحمد بن خالد بن محمد بن نصر بن صقر القرشي المخزومي ابن القيسراني ، كان شيخا جليلا أديبا شاعرا مجودا من بيت رياسة و و زارة ، ولي وزارة دمشق مدة ثم أقام بمصر موقعا مدة ، و كان له اعتناء بعلوم الحديث و سماعه ، و له مصنف في أسماء الصحابة ( 2 ) الذين خرج لهم في الصحيحين ، و أورد شيئا من أحاديثهم في مجلدين كبيرين موقوفين بالمدرسة الناصرية بدمشق ، و كان له مذاكرة جيدة محررة باللفظ و المعنى ، و قد خرج عنه الحافظ الدمياطي ، و هو آخر من توفي من شيخوخه ، توفي بالقاهرة في يوم الجمعة الحادي و العشرين ( 3 ) من ربيع الآخر ، وأصلهم من قيسارية الشام .و كان جده موفق الدين أبو البقاء خالد وزيرا لنور الدين الشهيد ، و كان من الكتاب المجيدين المتقنين ، له كتابة جيدة محررة جدا ، توفي في أيام صلاح الدين سنة ثمان و ثمانين و خمسمأة ، و أبوه محمد بن نصر بن صقر ولد بعكة قبل أخذ الفرنج لها سنة ثمان و سبعين و أربعمأة ، فلما أخذت بعد السبعين و أربعمأة انتقل أهلهم إلى حلب و كانوا بها ، و كان شاعرا مطبقا له ديوان مشهور ، و كان له معرفة جيدة بالنجوم و علم الهيئة و غير ذلك .ترجمة والد ابن كثير مؤلف هذا التاريخ و فيها توفي الوالد و هو الخطيب شهاب الدين أبو حفص عمر بن كثير بن ضوبن كثير بن ضو ابن درع القرشي من بني حصلة ، و هم ينتسبون إلى الشرف و بأيديهم نسب ، وقف على بعضها شيخنا المزي فأعجبه ذلك و ابتهج به ، فصار يكتب في نسبي بسبب ذلك : القرشي ، من قرية يقال لها الشركوين غربي بصري ، بينها و بين أذرعات ، ولد بها في حدود سنة أربعين و ستمأة ، و اشتغل بالعلم عند أخواله بني عقبة ببصرى ، فقرأ البداية في مذهب أبي حنيفة ، و حفظ جمل1 - في السلوك 1 / 956 : التاسع عشر .2 - هو كتاب " معرفة الصحابة " كشف الظنون لحاجي خليفة 2 / 1739 .3 - في السلوك 1 / 957 : خامس عشري ربيع الآخرة ، و في تذكرة النبيه 1 / 261 : في ربيع الآخرة ، و كان مولده سنة ثلاث و عشرين و ستمأة ، عاش ثمانين سنة .