ثم دخلت سنة إحدى و ستين و سبعمائة
دخول نائب السلطنة الامير سيف الدين استدمر البحناوي
دخول نائب السلطنة الامير سيف الدين استدمر اليحياوي في صبيحة يوم الاثنين حادي عشر شعبان من هذه السنة كان دخول الامير سيف الدين استدمر اليحياوي نائبا على دمشق من جهة الديار المصرية ( 1 ) ، و تلقاه الناس و احتفلوا له احتفالا زائدا و شاهدته حين ترجل لتقبيل العتبة ، و بعضده الامير سيف الدين بيد مر ( 2 ) الذي كان حاجب الحجاب و عين لنيابة حلب المحروسة ، فاستقبل القبلة و سجد عند القبلة ، و قد بسط له عندها مفارش و صمدة هائلة ، ثم إنه ركب فتعضده بيد مر أيضا و سار نحو الموكب فأركب ثم عاد إلى دار السعادة على عادة من تقدمه من النواب .و جاء تقليد الامير سيف الدين بيد مر من آخر النهار لنيابة حلب المحروسة ، و في آخر نهار الثلاثاء بعد العصر ورد البريد البشيري و على يده مرسوم شريف بنفي القاضي بهاء الدين أبو البقاء و أولاده و أهله إلى طرابلس بلا وظيفة ، فشق ذلك عليه و على أهلية و من يليه ، و تغمم له كثير من الناس ، و سافر ليلة الجمعة و قد أذن له في الاستنابة في جهاته ، فاستناب ولده الكبير عز الدين ، و اشتهر في شوال أن الامير سيف الدين منجك الذي كان نائب السلطنة بالشام و هرب و لم يطلع له خبر ، فلما كان في هذا الوقت ذكر أنه مسك ببلد بحران من مقاطعة ماردين في زي فقير ، و أنه احتفظ عليه و أرسل السلطان قراره ، و عجب كثير من الناس من ذلك ، ثم لم يظهر لذلك حقيقة و كان الذين رأوه ظنوا أنه هو ، فإذا هو فقير من جملة الفقراء يشبهه من بعض الوجوه ( 3 ) .و اشتهر في ذي القعدة أن الامير عز الدين فياض بن مهنا ملك العرب ، خرج عن طاعة السلطان و توجه نحو العراق فوردت المراسيم السلطانية لمن بأرض الرحبة من العساكر الدمشقية و هم أربعة مقدمين في أربعة آلاف ، و كذلك جيش حلب و غيره بتطلبه و إحضاره إلى بين يدي السلطان ، فسعوا في ذلك بكل ما يقدرون عليه فعجزوا عن لحاقه و الدخول وراءه إلى البراري ، و تفارط الحال و خلص إلى أرض العراق فضاق النطاق و تعذر اللحاق .ثم دخلت سنة إحدى و ستين و سبعمأة استهلت و سلطان المسلمين الملك الناصر حسن بن الملك الناصر محمد بن الملك المنصور قلاوون و قضاة مصر و الشام هم المذكورون في التي قبلها ، و نائب الشام الامير سيف الدين استدمر أخو يلبغا اليحياوي ، و كاتب السر القاضي أمين الدين بن القلانسي .و في مستهل المحرم جاء الخبر بموت الشيخ صلاح الدين العلائي بالقدس الشريف ليلة الاثنين ثالث المحرم ، وصلي عليه من الغد بالمسجد الاقصى بعد صلاة الظهر ، و دفن بمقبرة نائب1 - أنظر النجوم الزاهرة 10 / 310 و السلوك 3 / 47 .2 - و هو بيد مر بن عبد الله الخوارزمي المتوفى سنة 779 ه ( الدرر 1 / 513 ) .3 - أنظر ما سبق صفحة 303 حاشية 1 .