ثم دخلت سنة ثمان و عشرين و سبعمائة
الشيخ فضل ابن الشيخ الرجيحي التونسي
الشيخ فضل بن الشيخ الرجيحي التونسي و أجلس أخوه يوسف مكانه بالزاوية .ثم دخلت سنة ثمان و عشرين و سبعمأة في ذي القعدة منها كانت وفاة شيخ الاسلام أبي العباس أحمد بن تيمية قدس الله روحه كما ستأتي ترجمة وفاته في الوفيات إن شاء الله تعالى .استهلت هذه السنة و حكام البلاد هم المذكورون في التي قبلها سوى نائب مصر و قاضي حلب .و في يوم الاربعاء ثاني المحرم درس بحلقة صاحب حمص الشيخ الحافظ صلاح الدين العلائي ، نزل له عنها شيخنا الحافظ المزي ، و حضر عنده الفقهاء و القضاة و الاعيان ، و ذكر درسا حسنا مفيدا .و في يوم الجمعة رابع المحرم حضر قاضي القضاة علاء الدين القونوي مشيخة الشيوخ بالسمساطية عوضا عن القاضي المالكي شرف الدين ، و حضر عنده الفقهاء و الصوفية على العادة .و في يوم الاحد ثامن عشر صفر درس بالمسرورية تقي الدين عبد الرحمن بن الشيخ كمال الدين بن الزملكاني عوضا عن جمال الدين بن الشريشي بحكم انتقاله إلى قضأ حمص ، و حضر الناس عنده و ترحموا على والده .و في يوم الاحد خامس عشرين صفر وصل إلى دمشق الامير الكبير صاحب بلاد الروم تمرتاش ابن جوبان ، قاصدا إلى مصر ، فخرج نائب السلطنة .و الجيش إلى تلقيه ، و هو شاب حسن الصورة تام الشكل مليح الوجه .و لما انتهى إلى السلطان بمصر أكرمه و أعطاه تقدمة ألف ، و فرق أصحابه على الامراء و أكرموا إكراما زائدا ، و كان سبب قدومه إلى مصر أن صاحب العراق الملك أبا سعيد ( 1 ) كان قد قتل أخاه جواجا رمشتق في شوال من السنة الماضية ، فهم والده جوبان بمحاربة السلطان أبي سعيد فلم يتمكن من ذلك ( 2 ) ، و كان جوبان إذ ذاك مدبر الممالك ، فخاف تمرتاش هذا عند ذلك من السلطان ففر هاربا بدمه إلى السلطان الناصر بمصر .و في ربيع الاول توجه نائب الشام سيف الدين تنكز إلى الديار المصرية لزيارة السلطان فأكرمه و احترمه و اشترى في هذه السفرة دار الفلوس التي بالقرب من البزوريين و الجوزية ، و هي شرقيها ، و قد كان سوق البزورية اليوم يسمى سوق القمح ، فاشترى هذه الدار و عمرها دارا هائلة ليس1 - و هو أبو سعيد بن خربندا بن أرغون بن أبغا بن هولاكو ولي الحكم نحو عشرين سنة 716 - 736 ه ( الدرر الكامنة 2 / 34 معجم زامباور 2 / 362 ) .2 - ثم قتله صاحب هراة ( مختصر أخبار البشر 4 / 96 و في تذكرة النبيه تم قتله هذه السنة 728 ه ) .