ثم دخلت سنة ثلاث عشرة و سبعمائة
قاضي القضاة
قاضي القضاة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن داود بن خازم الازرعي ( 1 ) الحنفي ، كان فاضلا درس و أفتى قضأ الحنفية بدمشق سنة ثم عزل و استمر على تدريس الشبلية ( 2 ) مدة ثم سافر إلى مصر فأقام بسعيد السعداء خمسه أيام و توفي يوم الاربعاء ثاني عشرين رجب فالله أعلم .ثم دخلت سنة ثلاث عشرة و سبعمأة استهلت و الحكام هم هم ، و السلطان في الحجاز لم يقدم بعد ، و قد قدم الامير سيف الدين تجليس يوم السبت مستهل المحرم من الحجاز و أخبر بسلامة السلطان و أنه فارقه من المدينة النبوية ، أنه قد قارب البلاد ، فدقت البشائر فرحا بسلامته ، ثم جاء البريد فأخبر بدخوله إلى الكرك ثاني المحرم يوم الاحد ، فلما كان يوم الثلاثاء حادي عشر المحرم دخل دمشق و قد خرج الناس لتلقيه على العادة ، و قد رأيته مرجعه من هذه الحجة على شفته ورقة قد ألصقها عليها ، فنزل بالقصر وصلى الجمعة رابع عشر المحرم بمقصورة الخطابة ، و كذلك الجمعة التي تليها ، و لعب في الميدان بالكرة يوم السبت النصف من المحرم ، و ولي نظر الدواوين للصاحب شمس الدين غبريال يوم الاحد حادي عشر المحرم و شد الدواوين لفخر الدين إياس الاعسري عوضا عن القرماني ، و سافر القرماني إلى نيابة الرحبة و خلع عليهما و على وزيره ، و خلع على إبن صصرى و على الفخر كاتب المماليك ، و كان مع السلطان في الحج ، و ولى شرف الدين بن صصرى حجابة الديوان و باشر فخر الدين ابن شيخ السلامية نظر الجامع ، و باشر بهاء الدين بن عليم نظر الاوقاف ، و المنكورسي شد الاوقاف .و توجه السلطان راجعا إلى الديار المصرية بكرة الخميس السابع و العشرين من المحرم ، و تقدمت الجيوش بين يديه و معه .و في أواخر صفر اجتاز على البريد في الرسلية إلى مهنا الشيخ صدر الدين الوكيل به مهنا و الامير علاء الدين الطنبغا فاجتمعوا به في تدمر ثم عاد الطنبغا و ابن الوكيل إلى القاهرة .و في جمادى الآخرة مسك أمين الملك و جماعة من الكبار معه و صودروا بأموال كثيرة ، و أقيم عوضه بدر الدين بن التركماني الذي كان والي الخزانة .و في رجب كملت أربعة مناجيق واحد لقلعة دمشق و ثلاثة تحمل إلى الكرك ، و رمي باثنين على باب الميدان و حضر نائب السلطنة تنكز و العامة و في شعبان تكامل حفر النهر الذي عمله سودي نائب حلب بها ، و كان طوله من نهر1 - في تذكرة النبيه 2 / 52 و درة الاسلاك ص 194 و الدرر 3 / 365 : محمد بن إبراهيم بن إبراهيم بن داود بن حازم الاذرعي .و الا ذرعي نسبة إلى أذرعات في أطراف الشام بجوار أرض البلقاء و عمان ( معجم البلدان ) 2 - الشبلية ، و هي المدرسة الشبلية البرانية أنشأها شبل الدولة الحسامي محمد بن لاجين و لندست الشام المتوفى سنة 623 ه ( الدارس 1 / 530 ) .