ثم دخلت سنة أربع و خمسين و سبعمائة
تاج الدين المناوي المصري .قاضي العسكر المصري بمرسوم السلطان و ذويه ، و خلع عليه .انتهى و الله سبحانه و تعالى أعلم .قتل الامراء السبعة من أصحاب بيبغا و في يوم الاثنين ثالث شوال قبل العصر ركب السلطان من القصر إلى الطارمة و على رأسه القبة و الطير يحملهما الامير بدر الدين بن الخطير ، فجلس في الطارمة و وقف الجيش بين يديه تحت القلعة و أحضروا الامراء الذين قدموا بهم من بلاد حلب ، فجعلوا يوقفون الامير منهم ثم يشاورون عليه فمنهم من يشفع فيه و منهم من يؤمر بتوسيطه ( 1 ) ، فوسط سبعة : خمس طبلخانات و مقدما ألف ، منهم نائب صفد برناق و شفع في الباقين فردوا إلى السجن ( 2 ) ، و كانوا خمسة آخرين .و في يوم الاربعاء خامسه مسك جماعة من أمراء دمشق سبعة ( 3 ) و تحولت دول كثيرة ، و تأمر جماعة من الاجناد و غيرهم انتهى .خروج السلطان من دمشق متوجها إلى بلاد مصر و في يوم الجمعة سابع شوال ركب السلطان في جيشه من القصر الابلق قاصدا لصلاة الجمعة بالجامع الاموي ، فلما انتهى إلى باب النصر ترجل الجيش بكماله بين يديه مشاة ، و ذلك في يوم شات كثير الوحل فصلى بالمقصورة إلى جانب المصحف العثماني ، و ليس معه في الصف الاول أحد ، بل بقية الامراء خلفه صفوف ، فسمع خطبة الخطيب ، و لما فرغ من الصلاة قرئ كتاب بإطلاق أعشار الاوقاف ، و خرج السلطان بمن معه من باب النصر ، فركب الجيش و استقل ذاهبا نحو الكسوة بمن معه من العساكر المنصورة ، مصحوبين بالسلامة و العافية المستمرة ، و خرج السلطان و ليس بدمشق نائب سلطنة ، و بها الامير بدر الدين بن الخطير هو الذي يتكلم في الامور نائب غيبة ، حتى يقدم إليها نائبها و يتعين لها ، و جاءت الاخبار بوصول السلطان إلى الديار المصرية سالما ، و دخلها في أبهة عظيمة في أواخر ذي القعدة ( 4 ) ، و كان يوما مشهودا ، و خلع على الامراء1 - التوسيط : قطع الشيء نصفين ( لسان العرب ) و هو نوع من القتل يضرب المحكوم عليه بالسيف بقوة تحت السرة لينقسم الجسم نصفين .2 - و هم الصنبغا برناق ، و طيبغا حلاوة و مهدي شاد دواوين حلب ، و استبغا التركماني ، و ألصنبغا شاد الشرا بخاناه ، و شادي أخو أمير أحمد نائب حماة ، و أعيد ملكتمر السعدي إلى السجن بعد شفاعة أحد الامراء فأعيد إلى قلعة دمشق ثم أخرج إلى الاسكندرية .( السلوك 2 / 875 و بدائع الزهور 1 / 543 ) .3 - و هم ملك آص شاد دواوين دمشق ، و ساطلمش الجلالي ، و مصطفى ، و الحسام مملوك أرغون شاه ، و أمير علي طرنطاي البشمقدار ، و ابن جودي ، و قردم أمير آخور ( السلوك 2 / 875 ) .4 - في بدائع الزهور 1 / 543 : أواخر شوال .و في السلوك 2 / 876 : يوم الثلاثاء الخامس و العشرين شوال .