الناس ، و استمر ذلك مدة شهور من هذه السنة ، و إلى أثناء سنة خمس و عشرين ، حتى قدمت الغلات و رخصت الاسعار و لله الحمد و المنة .و ممن توفي فيها من الاعيان : توفي في مستهل المحرم : بدر الدين بن ممدوح بن أحمد الحنفي قاضي قلعة الروم بالحجاز الشريف ، و قد كان عبدا صالحا ، حج مرات عديدة ، و ربما أحرم من قلعة الروم أو حرم بيت المقدس ، وصلي عليه بدمشق صلاه الغائب ، و على شرف الدين ابن العز و على شرف الدين بن نجيح توفوا في أقل من نصف شهر كلهم بطريق الحجاز بعد فراغهم من الحج و ذلك أنهم غبطوا ابن نجيح صاحب الشيخ تقي الدين بن تيمية بتلك الموتة كما تقدم ، فرزقوها فماتوا عقيب عملهم الصالح بعد الحج .الحجة الكبيرة خوندا بنت مكية زوجة الملك الناصر ، و قد كانت زوجة أخيه الملك الاشرف ثم هجرها الناصر و أخرجها من القلعة ، و كانت جنازتها حافلة ، و دفنت بتربتها التي أنشأتها .الشيخ محمد بن جعفر بن فرعوش و يقال له اللباد و يعرف بالمؤله ، كان يقرئ الناس بجامع نحوا من أربعين سنة ، و قد قرأت عليه شيئا من القراءات ، و كان يعلم الصغار عقد الراء و الحروف المتقنة كالراء و نحوها ، و كان متقللا من الدنيا لا يقتني شيئا ، و ليس له بيت و لا خزانة ، إنما كان يأكل في السوق و ينام في الجامع ، توفي في مستهل صفر و قد جاوز السبعين ، و دفن في باب الفراديس رحمه الله .و في هذا اليوم توفي بمصر .الشيخ أيوب السعودي و قد قارب المائة ، أدرك الشيخ أبا السعود و كانت جنازته مشهودة .و دفن بتربة شيخه بالقرافة و كتب عنه قاضي القضاة تقي الدين السبكي في حياته ، و ذكر الشيخ أبو بكر الرحبي أنه لم ير مثل جنازته بالقاهرة منذ سكنها رحمه الله .الشيخ الامام الزاهد نور الدين أبو الحسن علي بن يعقوب بن جبريل البكري المصري الشافعي ، له تصانيف ، و قرأ مسند