الشيخ أحمد الاعقف الحريري
الامير صارم الدين بن قراسنقر الجوكندار
الوزير ثم الامير نجم الدين
و قرئت عليه فسمعها الحافظ و غيرهم .قال البرزالي : و قد قرأت عليه ثلاثا و عشرين مجلدا بحذف المكررات .و من الاجزاء خمسمأة و خمسين جزء بالمكررات .قال : و كان قد اشتغل بالطب ، و كان يعالج الناس بغير أجرة ، و كان يحفظ كثيرا من الاحاديث و الحكايات و الاشعار ، و له نظم ، و خدم من عدة جهات الكتابة ، ثم ترك ذلك و لزم بيته و إسماع الحديث ، و تفرد في آخر عمره في أشياء كثيرة ، و كان سهلا في التسميع ، و وقف آخر عمره داره دار حديث ، و خص الحافظ البرزالي و المزي بشيء من بره ، و كانت وفاته يوم الاثنين وقت الظهر خامس و عشرين شعبان ، و دفن بقاسيون رحمه الله .الوزير ثم الامير نجم الدين حمد ( 1 ) بن الشيخ فخر الدين عثمان بن أبي القاسم البصراوي الحنفي ، درس ببصرى بعد عمه القاضي صدر الدين الحنفي ، ثم ولي الحسبة بدمشق و نظر الخزانة ، ثم ولي الوزارة ، ثم سأل الاقامة منها فعوض بأمرية عشرة عنها بإقطاع هائل ، و عومل في ذلك معاملة الوزارة في حرمته و لبسته ، حتى كانت وفاته ببصرى يوم الخميس ثامن عشرين شعبان ، و دفن هناك ، و كان كريما ممدحا وهاب نهابا كثير الصدقة و الاحسان إلى الناس ، ترك أموالا و أولادا ثم تفانوا كلهم بعده و تفرقت أمواله ، و نكحت نساؤه و سكنت منازله .الامير صارم الدين بن قراسنقر الجوكندار مشد الخاص ، ثم ولي بدمشق ولاية ثم عزل عنها قبل موته بستة أشهر ، توفي تاسع رمضان و دفن بتربته المشرفة المبيضة شرقي مسجد النارنج ( 2 ) كان قد أعدها لنفسه .الشيخ أحمد الاعقف الحريري شهاب الدين أحمد بن حامد بن سعيد التنوخي الحريري ، ولد سنة أربع و أربعين و ستمأة ، و اشتغل في صباه على الشيخ تاج الدين الفزاري في التنبيه ، ثم صحب الحريرية و خدمهم و لزم مصاحبة الشيخ نجم الدين بن إسرائيل ، و سمع الحديث ، و حج مرة ، و كان مليح الشكل كثير التودد إلى الناس ، حسن الاخلاق ، توفي يوم الاحد ثالث عشرين رمضان بزاويته بالمزة ، و دفن بمقبرة المزة ، و كانت جنازته حافلة .1 - في شذرات الذهب 6 / 62 : محمد .2 - في البداية المطبوعة : التاريخ تصحيف ، و قد تقدمت الاشارة إليه .