و له بر تام بأهل العلم ، و لا سيما أصحاب الشيخ تقي الدين ، و قد وقف كتبا كثيرة ، و حج مرات ، و توفي ليلة الاحد رابع عشرين ذي القعدة بعد وفاة الشيخ تقي الدين بأربعة أيام ، وصلي عليه بعد صلاة الجمعة و دفن باب الصغير رحمه الله و أكرم مثواه .و في هذه الليلة توفيت الوالدة مريم بنت فرج بن علي بن قرية كان الوالد خطيبها ، و هي مجيدل القرية سنة ثلاث و سبعين و ستمأة ، وصلي عليها بعد الجمعة و دفنت بالصوفية شرقي قبر الشيخ تقي الدين بن تيمية رحمهما الله تعالى .ثم دخلت سنة تسع و عشرين و سبعمأة استهلت و الخليفه و الحكام هم المباشرون في التي قبلها ، أن قطب الدين ابن الشيخ السلامية اشتغل بنظر الجيش .و في المحرم طلب القاضي محيي الدين بن فضل الله كاتب سر دمشق و ولده شهاب الدين ، و شرف الدين بن شمس الدين بن الشهاب محمود إلى مصر على البريد ، فباشر القاضي الصدر الكبير محيي الدين المذكور كتابة السر بها عوضا عن علاء الدين بن الاثير لمرض اعتراه ، و أقام عنده ولده شهاب الدين ، و أقبل شرف الدين الشهاب محمود إلى دمشق على كتابة السر عوضا عن ابن فضل الله .و فيه ذهب ناصر الدين مشد الاوقاف ناظرا على القدس و الخليل ، فعمر هنالك عمارات كثيرة لملك الامراء تنكز ، و فتح في الاقصى شباكين عن يمين المحراب و شماله و جاء الامير نجم الدين داود بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن يوسف بن الزيبق من شد الدواوين بحمص إلى شدها بدمشق .و في الحادي و العشرين من صفر كمل ترخيم الحائط القبلي من جامع دمشق و بسط الجامه جميعه ، وصلى الناس الجمعة به من الغد ، و فتح باب الزيادة ، و كان له أياما مغلقا و ذلك في مباشرة تقي الدين بن مراجل .و في ربيع الآخر قدم من مصر أولاد الامير شمس الدين قراسنقر إلى دمشق فسكنوا في دار أبيهم داخل باب الفراديس ، في دهليز المقدمية ، و أعيدت عليهم أملاكهم المخلفة عن أبيهم ، و كانت تحت الحوطة ، فلما مات في تلك البلاد أفرج عنها أو أكثرها .و في يوم الجمعة آخر شهر ربيع الآخر أنزل الامير جوبان و ولده من قلعة المدينة النبوية و هما ميتان مصبران في توابيتهما ، فصلي عليهما بالمسجد النبوي ، ثم دفنا بالبقيع عن مرسوم السلطان ، و كان مراد جوبان أن يدفن في مدرسته فلم يمكن من ذلك .و في هذا اليوم صلي بالمدينة النبوية على الشيخ تقي الدين بن تيمية رحمه الله ، و على القاضي نجم الدين البالسي المصري صلاة الغائب .و في يوم الاثنين منتصف جمادى الآخرة درس القاضي شهاب الدين أحمد بن جهبل بالمدرسة البادرائية عوضا عن شيخنا برهان الدين الفزاري توفي إلى رحمة الله تعالى ، و أخذ مشيخة دار الحديث منه الحافظ شمس الدين الذهبي ، و حضرها في يوم