الانجاد و قد ولي إمرة آل مهنا مرة كما وليها أبوه من قبله : عدا عليه بعض بني عمه فقتله عن قصد بقتله ، كما ذكر ، لكن لما حمل عليه السيف أراد أن يدفع عن نفسه و بنفسه فضربه بالسيف برأسه ففلقه فلم يعش بعده إلا أياما قلائل و مات رحمه الله انتهى .عزل منجك عن دمشق و لما كان يوم الاحد ثاني ذي الحجة قدم أمير من الديار المصرية و معه تقليد نائب دمشق ، و هو الامير سيف الدين منجك بنيابة صفد المحروسة ، فأصبح من الغد - و هو يوم عرفة - و قد انتقل من دار السعادة إلى سطح المزة قاصدا إلى صفد المحروسة فعمل العيد بسطح المزة ، ثم ترحل نحو صفد ، و طمع كثير من المفسدين و الخمارين و غيرهم و فرحوا بزواله عنهم .و في يوم العيد قرئ كتاب السلطان بدار السعادة على الامراء و فيه التصريح باستنابة أميره علي المارداني عليهم ، وعوده إليهم الامر بطاعته و تعظيمه و احترامه و الشكر له و الثناء عليه ، و قدم الامير شهاب الدين بن صبح من نيابة صفد و نزل بداره بظاهر البلد بالقرب من الشامية البرانية .و وصل البريد يوم السبت الحادي و العشرين من ذي الحجة بنفي صاحب الحجاب طيدمر الاسماعيلي إلى مدينة حماة بطالا في سرجين لا و الله أعلم .ثم دخلت سنة ستين و سبعمأة استهلت هذه السنة و ملك الديار المصرية و الشامية و ما يتبع ذلك من الممالك الاسلامية الملك الناصر حسن بن السلطان الملك الناصر محمد بن السلطان الملك المنصور قلاوون الصالحي ، و قضاته بمصر هم المذكورون في السنة التي قبلها ، و نائبه بدمشق الامير علاء الدين أمير علي المارداني ، و قضاة الشام هم المذكورون في التي قبلها المالكي ، فإنه عزل جمال الدين المسلاتي بشرف الدين العراقي ، و حاجب الحجاب الامير شهاب الدين بن صبح ، و خطباء البلد كانت أكثرها المذكورون .و في صبيحة يوم الاربعاء ثالث المحرم دخل الامير علاء الدين أمير علي نائب السلطنة إلى دمشق من نيابة حلب ، ففرح الناس به و تلقوه إلى أثناء الطريق ، و حملت له العمامة الشجوع في طرقات البلد ، و لبس الامير شهاب الدين بن صبح خلعة الحجابة الكبيرة بدمشق عوضا عن نيابة صفد و وردت كتب الحجاج يوم السبت الثالث عشر منه مؤرخة سابع عشرين ذي الحجة من العلا و ذكروا أن صاحب المدينة النبوية عدا عليه فداويان عند لبسه خلعة السلطان ، وقت دخول المحمل إلى المدينة الشريفة فقتلاه ، فعدت عبيده على الحجيج الذين هم داخل المدينة فنهبوا من أموالهم و قتلوا بعضهم و خرجوا ، و كانوا قد أغلقوا أبواب المدينة دون الجيش فأحرق بعضها ، و دخل