نيابة تنكز على الشام
أخاه محمدا ، و عادت العساكر صحبة أرغون ( 1 ) من البلاد الشمالية ، و قد حصل عند الناس من قراسنقر و أصحابه هم و غم و حزن ، و قدم سودي ( 2 ) من مصر على نيابة حلب فاجتاز بدمشق فخرج الناس و الجيش لتلقيه ، و حضر السماط و قرئ المنشور بطلب جمال الدين نائب دمشق إلى مصر ، فركب من ساعته على البريد إلى مصر و تكلم في نيابته لغيبة لاجين .و طلب في هذا اليوم قطب الدين موسى شيخ السلامية ناظر الجيش إلى مصر ، فركب في آخر النهار إليها فتولى بها نظر الجيش عوضا عن فخر الدين الكاتب كاتب المماليك بحكم عزله و مصادرته و أخذ أمواله الكثيرة منه ، في عاشر ربيع الاول .و في الحادي عشر منه بأشر الحكم للحنابلة بمصر القاضي تقي الدين أحمد بن المعز عمر بن عبد الله بن عمر بن عوض المقدسي ، و هو ابن بنت الشيخ شمس الدين بن العماد أول قضاة الحنابلة ، و قدم الامير سيف الدين تمر على نيابة طرابلس ؟ عوضا عن الافرم بحكم هربه إلى التتر .و في ربيع الآخر مسك بيبرس العلائي نائب حمص و بيبرس المجنون و طوغان و جماعة آخرون من الامراء ستة في نهار واحد و سيروا إلى الكرك معتقلين بها .و فيه مسك نائب مصر الامير ركن الدين بيبرس الدوادار المنصوري ، و ولي بعده أرغون الدوادار ، و مسك نائب الشام جمال الدين نائب الكرك و شمس الدين سنقر الكمالي حاجب بمصر ، و خمسة أمراء آخرون و حبسوا كلهم بقلعة الكرك ، في برج هناك .و فيه وقع حريق داخل باب السلامية احترق فيه دور كثيرة منها دار ابن أبي الفوارس ، و دار الشريف القباني .نيابة تنكز على الشام في يوم الخميس العشرين من ربيع الآخر دخل الامير سيف الدين تنكز بن عبد الله المالكي الناصري نائبا على دمشق بعد مسك نائب الكرك و معه جماعة من مماليك السلطان منهم الحاج ارقطاي على حيز بيبرس العلائي ، و خرج الناس لتلقيه و فرحوا به كثيرا ، و نزل بدار السعادة و وقع عند قدومه مصر فرح عظيم ، و كان ذلك اليوم يوم الرابع و العشرين من آب ، و حضر يوم الجمعة الخطبة بالمقصورة و أشعلت له الشموع في طريقه ، و جاء توقيع لا بن صصرى بإعادة قضأ العسكر إليه ، و أن ينظر الاوقاف فلا يشاركه أحد في الاستنابة في البلاد الشامية على عادة من تقدمه من قضاة الشافعية ، و جاء مرسوم لشمس الدين أبي طالب بن حميد بنظر الجيش عوضا عن ابن شيخ السلامية بحكم إقامته بمصر ، ثم بعد أيام وصل الصدر معين الدين هبة الله بن خشيش ناظر الجيش و جعل ابن حميد بوظيفة ابن الصدر ، و سافر ابن البدر على نظر جيش طرابلس ، و تولى1 - و هو أرغون شاه بن عبد الله الدوادار الناصري ، الامير سيف الدين ، ولي نيابة السلطنة بالديار المصرية في جمادى الاولى و كانت وفاته سنة 731 ه ( الدرر 1 / 374 شذرات 6 / 95 ) .2 - و هو الامير سيف الدين ، سودي بن عبد الله الناصري من مماليك الناصر محمد و من خواصه توفي سنة 714 ه .( النجوم الزاهرة 9 / 229 الدرر الكامنة 2 / 275 ) .