ثم دخلت سنة خمسين و سبعمائة - بدایة والنهایة جلد 14

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

بدایة والنهایة - جلد 14

ابن کثیر دمشقی؛ محقق: علی شیری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ثم دخلت سنة خمسين و سبعمائة

كثيرة ، و ديانة و عبادة ، و كان من أصحاب الشيخ تقي الدين بن تيمية ، و كان قد وقع بينه و بين القاضي الشافعي مشاجرات بسبب أمور ، ثم اصطلحا فيما بعد ذلك .و في يوم الاثنين ثاني عشره بعد أذان الظهر حصل بدمشق و ما حولها ريح شديدة أثارت غبارا شديدا اصفر الجو منه ثم اسود حتى أظلمت الدنيا ، و بقي الناس في ذلك نحوا من ربع ساعة يستجيرون الله و يستغفرون و يبكون ، مع ما هم فيه من شدة الموت الذريع ، و رجا الناس أن هذا الحال يكون ختام ما هم فيه من الطاعون ، فلم يزدد الامر إلا شدة ، و بالله المستعان .

و بلغ المصلى عليهم في الجامع الاموي إلى نحو المائة و خمسين ، و أكثر من ذلك ، خارجا عمن لا يؤتى بهم إليه من إرجاء البلد و ممن يموت من أهل الذمة ، و أما حواضر البلد و ما حولها فأمر كثير ، يقال إنه بلغ ألفا في كثير من الايتام ، فإنا لله و إنا إليه راجعون .

وصلي بعد الظهر من هذا اليوم بالجامع المظفري على الشيخ إبراهيم بن المحب ، الذي كان يحدث في الجامع الاموي و جامع تنكز ، و كان مجلسه كثير الجمع لصلاحه و حسن ما كان يؤديه من المواعيد النافعة ، و دفن بسفح قاسيون ، و كانت جنازته حافلة رحمه الله .

و عملت المواعيد بالجامع الاموي ليلة سبع و عشرين من رجب ، يقولون ليلة المعراج ، و لم يجتمع الناس فيه على العادة لكثرة من مات منهم ، و لشغل كثير من الناس بمرضاهم و موتاهم .

و اتفق في هذه الليلة أنه تأخر جماعة من الناس في الخيم ظاهر البلد فجاؤوا ليدخلوا من باب النصر على عادتهم في ذلك ، فكأنه اجتمع خلق منهم بين البابين فهلك كثير منهم كنحو ما يهلك الناس في هذا الحين على الجنائز ، فانزعج نائب السلطنة فخرج فوجدهم فأمر بجمعهم ، فلما أصبح الناس أمر بتسميرهم ثم عفا عنهم و ضرب متولي البلد ضربا شديدا ، و سمر نائبه في الليل ، و سمر البواب بباب النصر ، و أمر أن لا يمشي أحد بعد عشاء الآخرة ، ثم تسمح لهم في ذلك .و استهل شهر شعبان و الفناء في الناس كثير جدا ، و ربما أنتنت البلد ، فإنا لله و إنا إليه راجعون .

و توفي الشيخ شمس الدين بن الصلاح مدرس القيمرية الكبيرة بالمطرزيين ، يوم الخميس ثالث عشر شعبان و في يوم الجمعة رابع عشر شعبان صلي بعد الصلاة على جماعة كثيرة ، منهم القاضي عماد الدين بن الشيرازي ، محتسب البلد ، و كان من أكابر رؤساء دمشق ، و ولي نظر الجامع مدة ، و في بعض الاوقاف نظر الاوقاف ، و جمع له في وقت بينهما و دفن بسفح قاسيون .و في العشر الاخير من شهر شوال توفي الامير قرابغادويدار النائب ، بداره غربي حكر السماق ، و قد أنشأ له إلى جابنها تربة و مسجدا ، و هو الذي أنشأ السويقة المجددة عند داره ، و عمل لها بابين شرقيا و غربيا ، و ضمنت بقيمة كثيرة بسبب جاهه ، ثم بارت و هجرت لقلة الحاجة إليها ، و حضر الامراء و القضاة و الاكابر جنازته ، و دفن بتربته هناك ، و ترك أموالا جزيلة و حواصل كثيرة جدا ، أخذه مخدومه نائب السلطنة .

/ 367