و في هذا الشهر حصل سيل عظيم بسلمية و مثله بالشوبك ، و خرج المحمل في شوال و أمير الركب الامير علاء الدين بن معبد والي البر ، و قاضيه زين الدين ابن قاضي الخليل الحاكم بحلب .و ممن حج في هذه السنة من الاعيان : الشيخ برهان الدين الفزاري و كمال الدين بن الشريشي و ولده و بدر الدين بن العطار .و في الحادي و العشرين من ذي الحجة انتقل الامير فخر الدين إياس الاعسري من شد الدواوين بدمشق إلى طرابلس أميرا .و في يوم الجمعة السابع عشر ذي الحجة أقيمت الجمعة في الجامع الذي أنشأه الصاحب شمس الدين غبريال ناظر الدواوين بدمشق خارج باب شرقي ، إلى جانب ضرار بن الازور بالقرب من محلة القساطلة ، و خطب فيه الشيخ شمس الدين محمد بن التدمري المعروف بالنيرباني ، و هو من كبار الصالحين ذوي العبادة و الزهادة ، و هو من أصحاب شيخ الاسلام ابن تيمية ، و حضره الصاحب المذكور و جماعة من القضاة و الاعيان .و في يوم الاثنين و العشرين من ذي الحجة بأشر الشيخ شمس الدين محمد بن عثمان الذهبي المحدث الحافظ بتربة أم الصالح عوضا عن كمال الدين بن الشريشي توفي بطريق الحجاز في شوال ، و قد كان له في مشيختها ثلاث و ثلاثون سنة ، و حضر عند الذهبي جماعة من القضاة .و في يوم الثلاثاء صبيحة هذا الدرس أحضر الفقية زين الدين بن عبيدان الحنبلي من بعلبك و حوقق على منام رآه زعم أنه راه بين النائم و اليقظان ، و فيه تخطيط و تخبيط و كلام كثير لا يصدر عن مستقيم المزاج ، كان كتبه بخطه و بعثه لي بعض أصحابه ، فاستسلمه القاضي الشافعي حقن دمه و عزره ، و نودي عليه في البلد و منع من الفتوى و عقود الانكحة ، ثم أطلق .و في يوم الاربعاء بكرة بأشر بدر الدين محمد بن بضحان مشيخة الاقراء يتربة أم الصالح عوضا عن الشيخ مجد الدين التونسي توفي ، و حضر عنده الاعيان الفضلاء ، و قد حضرته يومئذ ، و قبل ذلك بأشر مشيخة الاقراء بالاشرفية عوضا عنه أيضا الشيخ محمد بن خروف الموصلي .و في يوم الخميس ثالث عشرين ذي الحجة باشر الشيخ الامام العلامة الحافظ الحجة شيخنا و مفيدنا أبو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن بن يوسف المزي مشيخة دار الحديث الاشرفية عوضا عن كمال الدين بن الشريشي ، و لم يحضر عنده كبير أحد ، لما في نفوس بعض الناس من ولايته لذلك ، مع أنه لم يتولها أحد قبله أحق بها منه ، و لا أحفظ منه ، و ما عليه منهم ؟ إذ لم يحضروا عنده فإنه لا يوحشه إلا حضورهم عنده ، و بعدهم عنه أنس و الله أعلم .و ممن توفي فيها من الاعيان : الشيخ الصالح العابد الناسك الورع الزاهد القدوة بقية السلف و قدوة الخلف أبو عبد الله محمد بن الشيخ الصالح عمر بن السيد القدوة الناسك الكبير العارف أبي بكر بن قوام بن علي بن قوام البالسي ، ولد سنة خمسين