مسك الامير على المارداني نائب لشام
الجيش السلطاني فاسنقذوا الناس من أيدي الظالمين .و دخل المحمل السلطاني إلى دمشق يوم السبت العشرين من هذا الشهر على عادته ، و بين يدي المحمل الفداويان اللذان قتلا صاحب المدينة ، و قد ذكرت عنه أمور شنيعة بشعة من غلوه في الرفض المفرط ، و من قوله إنه لو تمكن لاخرج الشيخين من الحجرة ، و غير ذلك من عبارات مؤدية لعدم إيمانه إن صح عنه و الله أعلم .و في صبيحة يوم الثلاثاء سادس صفر مسك الامير شهاب الدين بن صبح حاجب الحجاب و ولداه الامير ان و حبسوا في القلعة المنصورة ، ثم سافر به الامير ناصر الدين بن خاربك بعد أيام إلى الديار المصرية ، و في رجل ابن صبح قيد ، و ذكر أنه فك من رجله في أثناء الطريق .و في يوم الاثنين ثالث عشر صفر قدم نائب طرابلس الامير سيف الدين عبد الغني فأدخل القلعة ثم سافر به الامير علاء الدين بن أبي بكر إلى الديار المصرية محتفظا به مضيقا عليه ، و جاء الخبر بأن منجك سافر من صفد على البريد مطلوبا إلى السلطان ، فلما كان بينه و بين غزة بريد واحد دخل بمن معه من خدمه التيه فارا من السلطان ، و حين وصل الخبر إلى نائب غزة اجتهد في طلبه فأعجزه و تفارط الامر ، انتهى و الله أعلم ( 1 ) .مسك الامير علي المارداني نائب الشام وأصل ذلك أنه في صبيحة يوم الاربعاء الثاني و العشرين من رجب ، ركب الجيش إلى تحت القلعة ملبسين و ضربت البشائر في القلعة في ناحية الطارمة ، و جاء الامراء بالطبلخانات من كل جانب و القائم بأعباء الامر سيف الدين بيد مر الحاجب ، و نائب السلطنة داخل دار السعادة و الرسل مرددة بينه و بين الجيش ، ثم خرج فحمل على سروج يسيرة محتاطا عليه إلى ناحية الديار المصرية ، و استوحش من أهل الشام عند باب النصر ، فتباكى الناس رحمة له و أسفة عليه ، لديانته و قلة أذيته و أذية الرعية و إحسانه إلى العلماء و الفقراء و القضاة .ثم في صبيحة يوم الخميس الثالث و العشرين منه احتيط على الامراء الثلاثة ، و هم الامير سيف الدين طيبفاحجي أحد مقدمي الالوف ، و الامير سيف الدين فطليخا الدوادار أحد المقدمين أيضا و الامير علاء الدين أيدغمش المارداني أحد أمراء الطبلخانات ، و كان هؤلاء ممن حضر نائب السلطنة المذكور و هم جلساؤه و سماره ، و الذين بسفارته أعطوا الاجناد و الطبلخانات و التقادم ، فرفعوا إلى القلعة المنصوره معتقلين بها مع من بها من الامراء ، ثم ورد الخبر بأن الامير علي رد من1 - قال في بدائع الزهور 1 / 572 : " و في أواخر هذه السنة - يعني سنة 761 - وردت الاخبار بأن التركمان قبضوا على منجك ، فلما أحضروا إلى القاهرة ، فلما مثل بين يدي السلطان وجده في هيئة الفقراء ...و بكى فرق له السلطان و عفا عنه ثم أنعم عليه بأمرية أربعين في الشام فأقام بمصر أياما ثم توجه إلى الشام و أقام بها " .