ثم دخلت سنة ست و سبعمائة - بدایة والنهایة جلد 14

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

بدایة والنهایة - جلد 14

ابن کثیر دمشقی؛ محقق: علی شیری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ثم دخلت سنة ست و سبعمائة

ثم دخلت سنة ست و سبعمأة استهلت و الحكام هم المذكورون في التي قبلها و الشيخ تقي الدين بن تيمية مسجون بالجب من قلعة الجبل ، و في يوم الاربعاء جاء البريد بتولية الخطابة للشيخ شمس الدين ( 1 ) إمام الكلاسة و ذلك في ربيع الاول ، وهنئ بذلك فأظهر التكره لذلك و الضعف عنه ، و لم يحصل له مباشرة لغيبة نائب السلطنة في الصيد ، فلما حضر أذن له فباشر يوم الجمعة العشرين من الشهر ، فأول صلاة صلاها الصبح يوم الجمعة ، ثم خلع عليه و خطب بها يومئذ ، و في يوم الاربعاء ثامن عشر ربيع الاول بأشر نيابة الحكم عن القاضي نجم الدين أحمد بن عبد المحسن بن حسن المعروف بالدمشقي عوضا عن تاج الدين بن صالح بن تأمر بن خان الجعبري ، و كان معمرا قديم الهجرة كثير الفضائل ، دينا ورعا ، جيد المعاشرة ، و كان و قد ولي الحكم في سنة سبع و خمسين و ستمأة ، فلما ولي ابن صصرى كره بيابته .

و في يوم الاحد العشرين من ربيع الآخر قدم البريد من القاهرة و معه تجديد توقيع للقاضي شمس الدين الازرعي الحنفي ، فظن الناس أنه بولاية القضاء لا بن الحريري فذهبوا ليهنئوه مع البريد إلى الظاهرية ، و اجتمع الناس لقراءة التقليد على العادة فشرع الشيخ علم الدين البرزالي في قراءته فلما وصل إلى الاسم تبين له أنه ليس له و أنه للازرعي ، فبطل القاري و قام الناس مع البريدي إلى الازرعي ، و حصلت كسرة و خمدة على الحريري و الحاضرين ، و وصل مع البريدي أيضا كتاب فيه طلب الشيخ كمال الدين بن الزملكاني إلى القاهرة ، فتوهم من ذلك و خاف أصحابه عليه بسبب انتسابه إلى الشيخ تقي الدين بن تيمية ، فتلطف به نائب السلطنة ، و داري عنه حتى أعفي من الحضور إلى مصر ، و لله الحمد .و في يوم الخميس تاسع جمادى الاولى دخل الشيخ ابن براق إلى دمشق و بصحبته مائة فقير كلهم محلقي ذقونهم موفري شواربهم عكس ما وردت به السنة ، و على رؤوسهم قرون لبابيد .و معهم أجراس و كعاب و جواكين خشب ، فنزلوا بالمنيبع و حضروا الجمعة برواق الحنابلة ، ثم توجهوا نحو القدس فزاروا ، ثم استأذنوا في الدخول إلى الديار المصرية فلم يؤذن لهم ، فعادوا إلى دمشق فصاموا بها رمضان ثم انشمروا راجعين إلى بلاد الشرق ، إذ لم يجدوا بدمشق قبولا ، و قد كان شيخهم براق روميا من بعض قرى دوقات من أبناء الاربعين ، و قد كانت له منزلة عند قازان و مكانة ، و ذلك أنه سلط عليه نمرا فزجره فهرب منه و تركه ، فحظي عنده و أعطاه في يوم واحد ثلاثين ألفا ففرقها كلها فأحبه ، و من طريقة أصحابه أنهم لا يقطعون لهم صلاة ، و من ترك صلاة ضربوه أربعين جلدة ، و كان يزعم أن طريقه الذي سلكه إنما سلكه ليخرب على نفسه ، و يرى أنه زي المسخرة ، و أن هذا هو الذي يليق بالدنيا ، و المقصود إنما هو الباطن و القلب و عمارة ذلك ، و نحن إنما نحكم بالظاهر ، و الله أعلم بالسرائر .

1 - و هو أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الخلاطي ، مولده سنة 644 ه و وفاته هذه السنة في شوال منها .

/ 367