إحدى و خمسين و ستمأة ، و قدم الشام مع أبيه فأقاموا بها ، ثم لما ولي الملك المنصور لاجين ولي أباه قضأ الديار المصرية ، و ولده هذا قضأ الشام ، ثم إنه عزل بعد ذلك و استمر على ثلاث مدارس من خيار مدارس الحنفية ثم حصل له صمم في آخر عمره ، و كان ممتعا بحواسه سواه و قواه ، و كان يذاكر في العلم و غير ذلك .و في يوم الاربعاء الرابع و العشرين من شعبان توفي الشيخ نجم الدين علي بن داود القفجاري خطيب جامع تنكز ، و مدرس الظاهرية ، و قد نزل عنها قبل وفاته بقليل للقاضي عماد الدين بن العز الحنفي ، وصلي عليه بالجامع المذكور بعد صلاة الظهر يومئذ ، و عند باب النصر و عند جامع جراح و دفن بمقبرة ابن الشيرجي عند والده ، و حضره القضاة و الاعيان ، و كان أستاذا في النحو و له علوم آخر ، لكن كان نهاية في النحو و التصريف .و في هذا اليوم توفي الشيخ الصالح العابد الناسك الشيخ عبد الله الضرير الزرعي ، وصلي عليه بعد الظهر بالجامع الاموي و بباب النصر و عند مقابر الصوفية ، و دفن بها قريبا من الشيخ تقي الدين بن تيمية رحمه الله ، و كان كثير التلاوة حسنها و صحيحها ، كثير العبادة ، يقرئ الناس من دهر طويل و يقوم بهم العشر الاخير من رمضان ، في محراب الحنابلة بالجامع الاموي رحمه الله .و في يوم الجمعة ثاني شهر رمضان المعظم توفي الشيخ الامام العالم العامل العابد الزاهد الورع أبو عمر بن أبي الوليد المالكي إمام محراب الصحابة الذي للمالكية ، وصلي عليه بعد الصلاة ، و حضر جنازته خلق كثير وجم غفير ، و تأسف الناس عليه و على صلاحه و فتاويه النافعة الكثيرة ، و دفن إلى جانب قبر أبيه و أخيه ، إلى جانب قبر أبي الغندلاوي المالكي قريبا من مسجد التاريخ رحمه الله ، و ولي مكانه في المحراب ولده ، و هو طفل صغير ، فاستنيب له إلى حين صلاحيته ، جبره الله و رحم أباه .و في صبيحة ليلة الثلاثاء سادس رمضان وقع ثلج عظيم لم ير مثله بدمشق من مدة طويلة ، و كان الناس محتاجين إلى مطر ، فلله الحمد و المنة ، و تكاثف الثلج على الاسطحة ، و تراكم حتى أعيى الناس أمره و نقلوه عن الاسطحة إلى الازقة يحمل ، ثم نودي بالامر بإزالته من الطرقات فإنه سدها و تعطلت معايش كثير من الناس ، فعوض الله الضعفاء بعلمهم في الثلج ، و لحق الناس كلفة كبيرة و غرامة كثيرة ، فإنا لله و إنا إليه راجعون .و في يوم الجمعة الثالث و العشرين من رمضان صلي بالجامع الاموي على نائب و هو الامير علاء الدين الجاولي ، و قد تقدم شيء من ترجمته رحمه الله .و في أول شوال يوم عيد الفطر وقع فيه ثلج عظيم بحيث لم يتمكن الخطيب من الوصول إلى