ثم دخلت سنة سبع و أربعين و سبعمائة
ه .و في السلوك 2 / 677 والنجوم الزاهرة 10 / 95 : توفي ليلة الخميس رابع ربيع الآخر ، و في بدائع الزهور 1 / 504 : " في الحادي و العشرين من ربيع الآخر " .عماد الدين إسماعيل بن الناصر بن المنصور آخر النهار ، و كان قد عهد بالامر إلى أخيه لابويه الملك الكامل سيف ( 1 ) الدين أبي الفتوح شعبان ، فجلس على سرير المملكة يوم الخميس رابعه ، و كان يوما مشهودا ، ثم قدم الخبر إلى دمشق عشية الخميس ليلة الجمعة الثاني عشر منه ، و كان البريد قد انقطع عن الشام نحو عشرين يوما للشغل بمرض السلطان ( 2 ) ، فقدم الامير سيف الدين معزا للبيعة للملك الكامل ، فركب عليه الجيش لتلقيه ، فلما كان صبيحة الجمعة أخذت البيعة من النائب و المقدمين و بقية الامراء و الجند للسلطان الملك الكامل بدار السعادة ، و دقت البشائر وزين البلد و خطب الخطباء يومئذ للملك الكامل ، جعله الله وجها مباركا على المسلمين .و في صبيحة يوم الاثنين الثاني و العشرين من ربيع الآخر درس القاضي جمال الدين حسين ابن قاضي القضاة تقي الدين السبكي الشافعي بالمدرسة الشامية البرانية ، نزل له أبوه عنها ، و استخرج له مرسوما سلطانيا بذلك ، فحضر عنده القضاة و الاعيان و جماعة من الامراء و الفقهاء ، و جلس بين أبيه و القاضي الحنفي ، و أخذ في الدرس في قوله تعالى ( و لقد آتينا داود و سليمان علما و قالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين ) الآيات ] النمل : 15 [ .و تكلم الشريف مجد الدين المتكلم في الدرس بكلام فيها نكارة و بشاعة ، فشنع عليه الحاضرون ، فاستنيب بعد انقضاء الدرس و حكم بإسلامه ، و قد طلب إلى الديار المصرية نائب دمشق الامير سيف الدين تغردمر و هو متمرض ، انقطع عن الجمعة بسبب المرض مرات ، و البريد يذهب إلى حلب لمجئ نائبها الامير سيف الدين يلبغا لنيابة دمشق ، و ذكر أن الحاج أرقطيه تعين لنيابة حلب .و في يوم الجمعة رابع جمادى الاولى خرجت أثقال الامير سيف الدين تغردمر النائب و خيوله و هجنه و مواليه و حواصله و طبلخاناته و أولاده في تجمل عظيم ، و أبهة هائلة جدا ، و خرجت المحافل و الكحارات و المحفات لنسائه و بناته و أهله في هيبة عجيبة ، هذا كله و هو بدار السعادة ، فلما كان من وقت السحر في يوم السبت خامسه خرج الامير سيف الدين تغر دمر بنفسه إلى الكسوة في محفة لمرضه مصحوبا بالسلامة ، فلما طلعت الشمس من يومئذ قدم من حلب أستاذ دار الامير سيف الدين يلبغا اليحياوي ( 3 ) فتسلم دار السعادة ، و فرح الناس بهم ، و ذهب الناس للتهنئة و التودد إليهم .1 - في بدائع الزهور 1 / 504 : زين الدين .2 - في السلوك 2 / 676 والنجوم الزاهرة 10 / 94 " تغير مزاجه في مستهل شهر ربيع الاول و لزم الفراش و لم يخرج إلى الخدمة أياما " و في الجوهر الثمين لا بن دقماق 2 / 183 : " مرض في العشرين من صفر " و في مكان آخر قال في السلوك : 2 / 680 : اعتراه القولنج .3 - من السلوك 2 / 755 ، و في الاصل : البحناوي ، و هو يلبغا بن عبد الله اليحياوي الناصري ، سيف الدين المتوفى سنة 748 ه .( الدرر 4 / 436 والنجوم الزاهرة 10 / 105 ) .