ولاية قاضي القضاة بهاء الدين السبكي قضاء مصر بعد عزل عز الدين بن جماعة نفسه
ولاية قاضي القضاة بهاء الدين السبكي قضأ مصر بعد عزل عز الدين بن جماعة نفسه ورد الخبر مع البريد من الديار المصرية بأن قاضي القضاة عز الدين عبد العزيز بن قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة عزل نفسه عن القضاء يوم الاثنين السادس عشر من هذا الشهر ، و صمم على ذلك ، فبعث الامير الكبير يلبغا إليه الامراء يسترضونه فلم يقبل ، فركب إليه بنفسه و معه القضاة و الاعيان فتلطفوا به فلم يقبل و صمم على الانعزال ، فقال له الامير الكبير : فعين لنا من يصلح بعدك .قال : و لا أقول لكم شيئا أنه لا يتولى رجل واحد ، ثم ولوا من شئتم ، فأخبرني قاضي القضاة تاج الدين السبكي أنه قال : لا تولوا ابن عقيل ، فعين الامير الكبير قاضي القضاة بهاء الدين أبا البقاء فقيل : إنه أظهر الامتناع ، ثم قبل و لبس الخلعة و باشر يوم الاثنين الثالث و العشرين من جمادى الآخرة ، قاضي القضاة الشيخ بهاء الدين بن قاضي القضاة تقي الدين السبكي قضأ العسكر الذي كن بيد أبي البقاء .و في يوم الاثنين سابع رجب توفي الشيخ علي المراوحي خادم الشيخ أسد المراوحي البغدادي .و كان فيه مروءة كثيرة و يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر ، و يدخل على النواب و يرسل إلى الولاة فتقبل رسالته ، و له قبول عند الناس ، و فيه بر و صدقة و إحسان إلى المحاويج ، و بيده مال جيد يتجر له فيه تعلل مدة طويلة ثم كانت وفاته في هذا اليوم فصلي عليه الظهر بالجامع ، ثم حمل إلى سفح قاسيون رحمه الله .و في صبيحة يوم الثلاثاء السابع و العشرين من شعبان قدم الامير سيف الدين بيد مر الذي كان نائب الشام فنزل بداره عند مأذنة فيروز ، و ذهب الناس للسلام عليه بعد ما سلم على نائب السلطنة بدار السعادة ، و قد رسم له بطبلخانتين و تقدمة ألف و ولاية الولاة من غزة إلى أقصى بلاد الشام ، و أكرمه ملك الامراء إكراما زائدا ، و فرحت العامة بذلك فرحا شديدا بعوده إلى الولاية .و ختمت البخاريات بالجامع الاموي و غيره في عدة أماكن من ذلك ستة مواعيد تقرأ على الشيخ عماد الدين بن كثير في اليوم ، أولها بمسجد ابن هشام بكرة قبل طلوع الشمس ، ثم تحت النسر ، ثم بالمدرسة النورية ، و بعد الظهر بجامع تنكز ، ثم بالمدرية العزية ، ثم بالكوشك لام الزوجة ألست أسماء بنت الوزير ابن السلعوس ، إلى أذان العصر ، ثم من بعد العصر بدار ملك الامراء أمير علي بمحلة القضاعين إلى قريب الغروب ، و يقرأ صحيح مسلم بمحراب الحنابلة داخل باب الزيارة بعد قبة النسر و قبل النورية ، و الله المسؤول و هو المعين الميسر المسهل .وقر قرئ في هذه الهيئة في عدة أماكن أخر من دور الامراء و غيرهم ، و لم يعهد مثل هذا في السنين الماضية ، فالله الحمد و المنة .و في يوم الثلاثاء عاشرشوال توفي الشيخ نور الدين علي بن أبي الهيجاء الكركي الشوبكي ،