فأوقع الله بهم بأسا شديدا في هذا الشهر الشريف - بدایة والنهایة جلد 14

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

بدایة والنهایة - جلد 14

ابن کثیر دمشقی؛ محقق: علی شیری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فأوقع الله بهم بأسا شديدا في هذا الشهر الشريف

كائنة وقعت بقرية حوران

الطريق بعد مجاوزته و أرسل إليه بتقليد نيابة صفد المحروسة ، فتماثل الحال و فرح بذلك أصحابه و أحبابه ، و قد متسلم دمشق الذي خلع عليه بنبابتها بالديار المصرية في يوم الخميس سادس عشر شهر رجب بعد أن استعفى من ذلك مرارا ، و باس الارض مرارا فلم يعفه السلطان ، و هو الامير سيف الدين استدمر أخو يلبغا اليحياوي ( 1 ) ، الذي كان نائب الشام ، و بنته اليوم زوجة السلطان ، قدم متسلمه إلى دمشق يوم الخميس سلخ الشهر فنزل في دار السعادة ، و راح القضاة و الاعيان للسلام عليه و التودد إليه ، و حملت إليه الضيافات و التقادم ، انتهى و الله أعلم .

كائنة وقعت بقرية حوران فأوقع الله بهم بأسا شديدا في هذا الشهر الشريف و ذلك أنه أشهر أهل قرية بحوران و هي خاص لنائب الشام و هم حلبية يمن و يقال لهم بنو لبسه و بني ناشى و هي حصينة منيعة يضوي إليها كل مفسد و قاطع و مارق ولجأ إليهم أحد شياطين رويمن العشير و هو عمر المعروف بالدنيط ، فأعدوا عددا كثيرة و نهبوا ليغنموا العشير ، و في هذا الحين بدرهم والي الولاة المعروف بشنكل منكل ، فجاء إليهم ليردهم و يهديهم ، و طلب منهم عمر الدنيط فأبوا عليه و راموا مقاتلته ، و هم جمع كثير وجم غفير ، فتأخر عنهم و كتب إلى نائب السلطنة ليمده بجيش عونا له عليهم و على أمثالهم ، فجهز له جماعة من أمراء الطبلخانات والعشراوات و مائة من جند الحلقة الرماة ، فما بغتهم في بلدهم تجمعوا لقتال العسكر و رموه بالحجاره و المقاليع ، و حجزوا بينهم و بين البلد ، فعند ذلك رمتهم الاتراك بالنبال من كل جانب ، فقتلوا منهم فوق المائة ، ففروا على أعقابهم ، و أسر منهم والي الولاة نحوا من ستين رجلا ، و أمر بقطع رؤوس القتلى و تعليقها في أعناق هؤلاء الاسرى ، و نهبت بيوت الفلاحين كلهم ، و سلمت إلى مماليك نائب السلطنة لم يفقد منها ما يساوي ثلاثمائة درهم ، وكر راجعا إلى بصري و شيوخ العشيرات معه ، فأخبر ابن الامير صلاح الدين ابن خاص ترك ، و كان من جملة أمراء الطبلخانات الذين قاتلوهم بمبسوط ما يخصه و أنه كان إذا أعيا بعض تلك الاسرى من الجرحي أمر المشاعلي بذبحه و تعليق رأسه على بقية الاسرى ، و فعل هذا بهم غير مرة حتى أنه قطع رأس شاب منهم و علق رأسه على أبيه ، شيخ كبير ، فإنا لله و إنا إليه راجعون ، حتى قدم بهم بصري فشنكل طائفة من أولئك المأسورين و شنكل آخرين و وسط الآخرين و حبس بعضهم في القلعة ، و علق الرؤوس على أخشاب نصبها حول قلعة بصري ، فحصل بذلك تنكيل شديد لم يقع مثله في هذا الاوان بأهل حوران ، و هذا كله سلط عليهم بما كسبت أيديهم و ما ربك بظلام للعبيد ، و كذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون ، فإنا لله و إنا إليه راجعون .

انتهى .

1 - في الاصل اليحناوي ، و قد تقدمت الاشارة إليه ، و قد صحح اليحياوي أينما ورد فيما بعد من الاخبار .

/ 367