ثم دخلت سنةست و خمسين و سبعمائة
بالشروط العمرية و زيادات أخر : منها أن لا يستخدموا في شيء من الدواوين السلطانية و الامراء و لا في شيء من الاشياء ، و أن لا تزيد عمامة أحدهم عن عشرة أذرع و لا يركبوا الخيل و لا البغال و لكن الحمير بالاكف عرضا ، و أن لا يدخلوا إلا بالعلامات من جرس أو بخاتم نحاس أصفر ، أو رصاص ، و لا تدخل نساؤهم مع المسلمات الحمامات ، و ليكن لهن حمامات تختص بهن ، و أن يكون إزار النصرانية من كتان أزرق ، و اليهودية من كتان أصفر ، و أن يكون أحد خفيها أسود و الآخر أبيض ، و أن يحكم حكم مواريثهم على الاحكام الشرعية .و احترقت باسورة باب الجابية في ليلة الاحد و العشرين من جمادى الآخرة ، و عدم المسلمون تلك الاطعمات و الحواصل النافعة من الباب الجواني إلى الباب البراني .و في مستهل شهر رمضان عمل الشيخ الامام العالم البارع شمس الدين - بن النقاش المصري الشافعي - ورد دمشق بالجامع الاموي تجاه محراب الصحابة ، ميعادا للوعظ و اجتمع عنده خلق من الاعيان و الفضلاء و العامة ، و شكروا كلامه و طلاقة عبارته ، من تلعثم و لا تخليط و لا توقف ، و طال ذلك إلى قريب العصر .و في صبيحة يوم الاحد ثالثه صلي بجامع دمشق بالصحن تحت النسر على القاضي كمال الدين حسين بن قاضي القضاة تقي الدين السبكي الشافعي ، و نائبه ، و حضر نائب السلطنة الامير علاء الدين علي ، و قضاة البلد و الاعيان و الدولة و كثير من العامة ، و كانت جنازته محسودة ، و حضر والده قاضي القضاة و هو يهادي بين رجلين ، فظهر عليه الحزن و الكآبة ، فصلى عليه إماما ، و تأسف الناس عليه لسماحة أخلاقه و انجماعه على نفسه لا يتعدى شره إلى غيره ، و كان يحكم جيدا نظيف العرض في ذلك ، و كان قد درس في عدة مدارس ، منها الشامية البرانية و العذراوية ، و أفتى و تصدر ، و كانت لديه فضيلة جيدة بالنحو و الفقه و الفرائض و غير ذلك ، و دفن بسفح قاسيون في تربة معروفة لهم رحمهم الله .عودة الملك الناصر حسن بن الملك الناصر محمد بن قلاوون و ذلك يوم الاثنين ثاني شهر شوال اتفق جمهور الامراء مع الامير شيخون و صرغتمش ( 1 ) في1 - أشار المقريزي و هو يورد خبر خلع الملك الصالح في السلوك 2 / 929 إلى أن السبب كان ما بلغ الامير سيخو أن السلطان قد اتفق مع أخوه طاز على أن يقبض عليه و على صرغتمش يوم العيد .و كان طاز قد توجه إلى البحيرة في هذه الايام بعد ما قرر مع السلطان ما ذكر ...فلم يحضر شيخو صلاة العيد و كان قد بلغه ما تقرر .فباتوا على حذر و أصبحوا و قد اجتمع مع الامير شيخو من الامراء صرغتمش و طقطاي و من يلوذ بهم ..و ركبوا جميعا إلى تحت القلعة بالسلاح و صعد بعضهم إلى القلعة و قبضوا على السلطان و سجنوه ، فزال ملكه في أقل من ساعة .و أشار في النجوم الزاهرة إلى سبب آخر و هو تخوف طاز و صرغتمش كل منهما من الآخر ، و كان كل منهما يحاول الاتفاق =