رسالة فی حدیث أصحابی کالنجوم

السید علی میلانی

نسخه متنی -صفحه : 427/ 233
نمايش فراداده

زاد المعاد في هدي خير العباد 2|184.

ما رجع ابن عباس عمّا كان يذهب إليه من إباحتها » (1) .

وثالثاً :

إن ابن عباس كان على خلاف أمير المؤمنين عليه السلام في مثل! هذه المسالة .

وهذا مما لا نصدقه ، فإبن عباس كان تبعاً لأميرالمؤمنين عليه السلام لا سيما في مثل هذه المسألة التي تعد من ضروريات الدين الحنيف .

ولو تنزلنا عن ذلك ، فهل يصدّق بقاؤه على رأيه بعد أن بلّغه الإمام عليه السلام حكم الله ورسوله في المسالة؟ !

كلا والله ، ولذا اضطر الكذابون إلى وضع حديث يحكي رجوعه ... قال ابن تيمية : « وروي عن ابن عبّاس أنه رجع عن ذلك لما بلغه حديث النهي »(2) .

لكنه خبر مكذوب عليه ، قال ابن حجر العسقلاني عن ابن بطال : « وروي عنه الرجوع باسانيد ضعيفة »(3)ولذا قال ابن كثير : « ... ومع هذا ما رجع ابن عباس عما كان يذهب إليه من إباحتها » .

نعم ، لم يرجع ابن عباس حتى آخرلحظة من حياته :

أخرج مسلم عن عروة بن الزبيرأن عبدالله بن الزبير قام بمكة فقال : « إن أناساً أعمى الله قلوبهم ـ كما أعمى أبصارهم ـ يفتون بالمتعة ، يعرض برجل . فناداه فقال : إنك لجلف جاف ، فلعمري لقد كانت المتعة تفعل في عهد إمام المتقين ـ يريد رسول الله ـ. فقال له ابن الزبير : فجرب بنفسك (4) ، فوالله لئن فعلتها لأرجمنك باحجارك » (5).

وابن عباس هو الرجل المعرض به ، وقد كان قد كفّ بصره ، فلذا قال :

(1) تاريخ ابن كثير 4|193 .

(2) منهاج السنة 2|156 .

(3) فتح الباري 9|139 .

(4) رواه بعضهم بلفظ : « فجرت نفسك ».

(5) صحيح مسلم . كتاب النكاح باب المتعة . بشرح النووي 6|133 .