رسالة فی حدیث أصحابی کالنجوم

السید علی میلانی

نسخه متنی -صفحه : 427/ 313
نمايش فراداده

إستشهاد بعضهم بحديث مختلق

استشهاد بعضهم بحديث مختلق :

وكأن العيني التفت إلى أن الحديث ـ مع ذلك كلّه ـ قاصر عن « الإشارة » فضلا عن « الدلالة » على الخلافة فقال : « وقد ادّعى بعضهم أن الباب كناية عن الخلافة ... وإلى هذا مال ابن حبّان ... » ثمّ قال : « وعن أنس قال : جاء رسول الله فدخل بستانا... » إلى آخر الحديث ، وقد تقدّم ....

فإن ذكر هذا الحديث في هذا المقام بعد كلمة « وقد ادّعى... » ظاهر في عدم الموافقة على ما قيل ، ولذا التجأ إلى الاستدلال ـ أو الاستشهاد ـ للمدعى بحديث آخر .

لكنه حديث باطل سنداً ومتناً ، والاستدلال به من العيني في هذا الموضع بشرح البخاري عجيب جدّاً ... لكنه الاضطرار وضيق الخناق !!

وإن كنت في ريب مّما قلنا .. فإليك عبارة ابن حجر في الحديث ورجاله :

« الصقر بن عبدالرحمن أبو بهز سبط مالك بن مقول . حدث عن عبدالله بن إدريس ، عن مختار بن فلفل ، عن أنس بحديث كذب : قم يا أنس فافتح لأبي بكر وبشره بالخلافة من بعدي ، وكذا في عمر وعثمان .

قال ابن عدي : كان أبو يعلى إذا حدثنا عنه ضعّفه .

وقال أبو بكر ابن أبي شيبة : كان يضع الحديث .

وقال أبوعليّ جزرة : كذاب .

وقال عبدالله بن علي بن المديني : سألت أبي عن هذا الحديث فقال : كذب موضوع » .

ثمّ روى ابن حجر الحديث ... وقال :

« لو صح هذا لما جعل عمر الخلافة في أهل الشورى ، وكان يعهد إلى عثمان بلا نزاع . والله المستعان » (1) .

(1) لسان الميزان 3|192 .