فهو الرسول المصطفى * ذو الجود والكف الندي
وهو المشفع في الورى * من هول يوم الموعد
والحوض مخصوص به * في الحشر عذب المورد
صلى عليه ربنا * ما لاح نجم الفرقد
مرفوعاً عنه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ : «لا عذر لمن كان له سعة من أُمتي ولم يزرني». رواه الشيخ عبدالرحمن شيخ زاده في «مجمع الأنهر» في شرح ملتقى الأبحر ص 157، وَعَدّهُ من أدلة الباب من دون غمز فيه.
عن أميرالمؤمنين علىّ ـ عليه السَّلام ـ : «من زار قبر رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ كان في جواره» أخرجه ابن عساكر كما في «نيل الأوطار» للشوكاني ج 4 ص 326 .
* * *
وبعد هذه النصوص المتضافرة لا حاجة إلى نقل كلمات أعلام المذاهب الإسلامية حول زيارة النبي الأقدس، وهي وافرة، وقد نقلنا شطراً منها عند البحث عن شدّ الرحال إلى زيارته، فمن أراد أن يقف على تلك النصوص فليرجع إلى الأثر القيم «الغدير» للعلامة الأميني(1) .
وأخيراً نذكر كلام محمد بن عبدالوهاب، مجدد مذهب ابن تيمية في المقام قال: «تسن زيارة النبي إلاّ أن لا تشد الرحال إلاّ إلى زيارة المسجد والصلاة فيه» (2) .
انظر كيف يسير إثر أُستاذه في المنهج حذو النعل بالنعل.
إلى هنا اتضح الحق بأجلى مظاهره، وبقي هنا أمر وهو دفع ما أثار ابن
1 . الغدير ج 5 ص 109 ـ 129 . 2 . الهدية السنية، الرسالة الثانية..