بحوث فی الملل والنحل

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 4 -صفحه : 409/ 243
نمايش فراداده

أتيناك والعذراء تدمى لبانها * وقد شغلت أُم الصبي عن الطفل

ولا شيء مما يأكل الناس عندنا * سوى الحنظل العامي والعلهز الفسل

وليس لنا إلاّ اليك فرارنا * وأين فرار الناس إلاّ إلى الرسل؟

فقام رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ يجر رداءه حتّى صعد المنبر، فرفع يديه وقال: أللّهمّ اسقنا غيثاً مغيثاً... فما رد النبي يديه حتّى ألقت السماء... ثم قال: للّه در أبي طالب، لو كان حياً لقرت عيناه. من ينشدنا قوله؟

فقام علىّ بن أبي طالب ـ عليه السَّلام ـ وقال: كأنّك تريد يا رسول اللّه قوله:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للأرامل

يطوف به الهُلاّك من آل هاشم * فهم عنده في نعمة وفواضل

فقال النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ : أجل .

فأنشد علىّ ـ عليه السَّلام ـ أبياتاً من القصيدة، والرسول يستغفر لأبي طالب على المنبر، ثم قام رجل من كنانة وأنشد يقول:

لك الحمد والحمد ممن شكر * سقينا بوجه النبي المطر(1)

دلالة الحديث

إنّ الإمعان في مجموع الرواية يعرب عن أنّ الأعرابي توسل بشخص النبي وطلب منه قضاء حاجته، والدليل على ذلك الأُمور التالية:

أ ـ أتيناك وما لنا بعير يئط .

ب - أتيناك والعذراء تدمى لبانها .

ج ـ وليس لنا إلاّ إليك فرارنا .

1 . السيرة الحلبية ج 1 ص 116، لاحظ فتح الباري ج 2 ص 494 والقصيدة مذكورة في السيرة النبوية لابن هشام ج 1 ص 272 ـ 280 .