وفي سنة 1226 هـ أرسل محمد علي باشا، والي مصر ولده طوسون لتحرير الحجاز من الوهابيين، فصدوه في الكرّة الأُولى، وتغلّب عليهم في الثانية، واستولى على مكة والمدينة، وحاول أن يفتح نجداً، فلم يستطع.
يقول ابن بشر:
«وصلت النجدات المصرية عام 1227 هـ فزحف طوسون على المدينة، وانضم إليه كثير من عرب جهينة وحرب، فحاصرها وقطع عنها المياه، وكان فيها سبعة آلاف من أهل نجد، فدخل المصريون البلد، وقتل من النجديين نحو أربعة آلاف(1) .
ثم تابع طوسون حتّى دخل مكة والطائف بمساعدة الشريف غالب من دون قتال عام 1229 هـ (1883 م) .
وفي سنة 1228 هـ حج محمد علي باشا وعزل الشريف غالباً وأرسله منفياً إلى سلانيك، وعيّن مكانه الشريف محمّد بن عون، فانتقلت الإمارة من فرع إلى آخر من أُسرة الأشراف، ومحمد بن عون هو جدّ الشريف حسين أبي فيصل ملك العراق وعبد اللّه ملك الأردن.
يقول العلامة الشيخ محمّد جواد مغنية:
إنّ سعود بن عبدالعزيز أقام هيئة باسم الآمرين بالمعروف ومهمتها التجول في الأسواق أوقات الصلاة، تخضّ الناس على أدائها، وما زالت هذه الطريقة متبعة إلى اليوم عند السعوديين، واصبحت تحمل العصا وتجول في الأسواق والشوارع تنهال ضرباً بها على حليق الذقن و من يلمس قبر الرسول، أو قبر إمام من أئمة البقيع، وغير ذلك مما يخالف العقيدة الوهابية، بل كانوا إلى الأمس القريب يضربون المدخنين علناً وإن كانوا غرباء عن الديار(2) .
وقد هلك سعود في الدرعية عام 1229 هـ وهو في الثامنة والستين من
1 . ابن بشر، عثمان: عنوان المجد، ص 160 . 2 . مغنية، محمد جواد: هذه هي الوهابية، ص 127 .