قال النبهاني في تأليفه «شواهد الحق» بعد نقل أسماء عدة من الطاعنين به: «فقد ثبت وتحقّق وظهر ظهور الشمس في رابعة النهار أنّ علماء المذاهب الأربعة قد اتّفقوا على ردّ بدع ابن تيمية، ومنهم من طعنوا بصحة نقله، كما طعنوا بكمال عقله، فضلا عن شدة تشنيعهم عليه في خطئه الفاحش في تلك المسائل الّتي شذّ بها في الدين، وخالف بها إجماع المسلمين، ولا سيما فيما يتعلّق بسيّد المرسلين ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ » .
إنّ الشيخ الكوثري هو أكثر الناس تتبّعاً لمكامن حياة ابن تيمية، وقد شهره وفضحه، بنشر كتاب «السيف الصقيل» للسبكي وجعل له تكملة، نشرهما، معاً فمن وقف على هذا الكتاب وما ذيّل به، لعرف مواقع الرجل، وإليك كلمة من الكوثري في حق الحشوية، يقول في تقديمه لكتاب «الأسماء والصفات» للحافظ البيهقي ـ بعد ما يسرد أسماء عدة من كتب الحشوية كالاستقامة لخشيش بن أصرم، والسنة لعبد اللّه بن أحمد «والنقض» لعثمان بن سعيد الدارمي السجزي المجسم ـ : «إنّ السجزي أول من اجترأ بالقول «إنّ اللّه لو شاء لا ستقرّ على ظهر بعوضة فاستقلت به بقدرته، فكيف على عرش عظيم» وتابعه الشيخ ابن تيمية الحراني في ذلك، كما تجد نص كلامه في «غوث العباد» المطبوع سنة 1351 بمطبعة الحلبي» (1) .
وقال ايضاً في مقدمته على السيف الصقيل:
جزى اللّه علماء أُصول الدين عن الإسلام خيراً، فإنّ لهم فضلا جسيماً في صيانة عقائد المسلمين بادلّة ناهضة مدى القرون، أمام كل فرقة زائفة ـ إلى أن قال ـ :
ومن طالع من ألّفه بعض الرواة على طول القرون من كتب في التوحيد
1 . مقدمة الأسماء والصفات للبيهقي، ص «ب» .