موسوعة طبقات الفقهاء

الجنه العلمیه فی موسسه الامام الصادق؛ ناظر: جعفر السبحانی التبریزی

جلد 4 -صفحه : 505/ 55
نمايش فراداده

قال النجاد:

جاءني رجل وقد كنت حذرت منه أنّه رافضيّ، فأخذ يتقرب إليّ، ثمّ قال: لا نسبُّ أبابكر وعمر، بل معاوية وعمرو بن العاص، فقلت له: وما لمعاوية؟ قال: لاَنّه قاتل علياً، قلت له: إنّ قوماً يقولون إنّه لم يقاتل علياً، وإنّما قاتل قتلة عثمان، قال: فقول النبيّ - صلى الله عليه وآله وسلم - لعمار: «تقتلك الفئة الباغية»؟ قلت: إن أنا قلت لم يصحّ وقعت منازعة، ولكن قوله - عليه السلام - : تقتلك الفئة الباغية يعني الطالبة لا الظالمة، لاَنّ أهل اللغة تسمي الطالب باغياً، ومنه: بغيت الشيء أي طلبته، ومنه قوله تعالى: (يا أَبانا ما نبغي) (1)و قوله عزّ وجلّ: (وابتغوا من فضل اللّه) (2)و مثل ذلك كثير، فإنّما يعني بذلك الطالبة لقتلة عثمان.

أقول: أنّى للنجاد أن ينكر هذا الحديث المتواتر(3) ومعاوية نفسه لم يستطع إنكاره، ولهذا قال حينما أُخبر بمقتل عمار: إنّما قتله عليٌّ وأصحابه الذين ألقوه بين رماحنا، أو قال: بين سيوفنا(4) فأجابه الاِمام علي - عليه السلام - بأنّ رسول اللّه - صلى الله عليه وآله وسلم - إذن قتل حمزة حين أخرجه.

أمّا تأويل الباغية هنا بالطالبة فهو تأويل سقيم، وإنّ الذهن لا ينتقل إلى هذا المعنى إلاّبوجود قرينة تدلّ عليه، ثمّ إنّ عماراً من قد عُرف فضله وجهاده، فهو من السابقين الاَوّلين والمهاجرين، وممن عُذِّب في اللّه بمكة، وفيه وفي أبيه وأُمّه قال رسول اللّه - صلى الله عليه وآله وسلم - : «صبراًآل ياسر، موعدكم الجنة»، وفيه نزلت:(إلاّ مَنْ أُكْرِهَ وَ

(1)يوسف: 65.

(2)الجمعة: 10.

(3)ذكر موَلف«نظم المتناثر في الحديث المتواتر» ص 126 هذا الحديث عن واحد وثلاثين صحابياً. عن هامش سير أعلام النبلاء:1|421.

(4)سير أعلام النبلاء:1|420.