الناس و في الواقع إلى أسيادهم؟ وتكون الديمقراطية الخاوية من المعنى قناعاً خادعاً وذريعة مبررة لبعض العناصر النافذين ويفرض الشخص المرغوب فيه من وجهة نظرهم نتيجة لمحاسبات عشائرية ضيقة الأُفق والنظرة ولعلاقات قبلية على الأُمّة.
يجب أن يكون خليفة رسول اللّه خير الأُمّة كمالاً وعلماً ودراية وكفاءة، ولم يكن لشيوخ القبائل وأسيادها الذين تربوا على الاستبداد وحبّ الرئاسة والسيادة أن ينتخبوا شخصاً مثل هذا.
عندما رحل رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ كان هناك ثالوث نحس يهدّد كيان الإسلام، فمن جهة الشرق هناك امبراطورية الساسانيين العظيمة ـ حيث خسرو برويز الذي مزّق رسالة النبي بكلّ وقاحة ـ و من جهة الغرب امبراطورية الروم الشرقية وحلفاؤها في البلاد العربية، وأخيراً كان هناك وفي داخل شبه الجزيرة العربية المنافقون الذين لا يقلّون شأناً عن العدوين السابقين والذين كانوا يترصدون الإسلام الفتي ويتحيّنون الفرصة لاستئصاله. ففي هذه الظروف والأوضاع يكون أفضل القرارات هو أن ينتخب شخص من قبل نفس النبي يكون جديراً لهذا الأمر وقيادة الأُمّة، وبهذا ينسد باب الفرقة والاختلاف ويمنع اختراق الأعداء للعالم الإسلامي. نعم للحفاظ على كيان الإسلام الذي فتح أعداءه الثلاثة فمهم كتنين خطير يريد ابتلاعه كان يجب أن تعد خطة من قبل صاحب الشريعة يتم على أساسها تضييق رقعة الاختلاف وإعداد المجتمع ليواجه أعداءه بدل الانشغال بالنزاعات الداخلية فيقضى من اختاره الوحي على العدوين الداخلي والخارجي من خلال تعبئة القوات المتحدة.