سیرة الأئمة علیهم السلام

جعفر سبحانی تبریزی

نسخه متنی -صفحه : 619/ 137
نمايش فراداده

تربية أمير المؤمنين وتعاليمه باقية في تلك المدينة ولم يزل اليتامى الذين ربّاهم علي ـ عليه السَّلام ـ على يديه والأيامى اللائي كان يرعاهنّ بعطفه أحياء يرزقون. اجتمعوا وبعد أن درسوا الظروف قرروا أن يعصوا يزيد ولا يطيعوه، وأن يدعوا الحسين بن علي عليمها السَّلام ليقودهم ويكون إماماً عليهم ويخضعوا لطاعته، وبعد هذا التشاور كتب وجهاء شيعة الكوفة وكبارهم من أمثال: سليمان بن صُـرَد، ومسيب بن نَجَبَةَ، ورفاعة بن شداد البَجَلي، وحبيب بن مظاهر، رسائل وبعثوا بها إلى الحسين ودعوه أن يقدم إلى العراق ويكون إماماً عليهم.

وصلت أوّل رسالة في العاشر من رمضان عام 60 هجرية إلى يد الحسين ـ عليه السَّلام ـ .(1)وراحت مراسلة الشخصيات والجماعات من الكوفة للحسين ـ عليه السَّلام ـ تستمر حتى اجتمعت ستمائة رسالة عند الحسين في يوم واحد فقط، وبلغ مجموع الرسائل المرسلة بالتدريج اثني عشر ألف رس(2)الة.

ونظراً إلى كلّهذا الترحيب الحار والكبير وإلى السيل الجارف من الرسائل والدعوات قبل الإمام الحسين ـ عليه السَّلام ـ دعوة العراقيين انطلاقاً من شعوره بالمسؤولية تجاه ذلك، وفي أوّل ردّفعل إيجابي منه بعث مسلم بن عقيل ابن عمه ممّثلاً عنه إلى الكوفة حتى يدرس أوضاع وظروف العراق ويطلع الإمام على ذلك، ثمّ إن رأى

1-الإرشاد، المفيد، ص 203; مقتل الحسين ـ عليه السَّلام ـ ، أبو مخنف، ص 16، و من حيث إنّ ما جاء في النسخة الموجودة لمقتل أبي مخنف المعروف الذي هو من أقدم المصادر حول وقعة عاشوراء لا يتطابق مع ما نقله الطبري والآخرون، ولذلك قد سقط من القيمة والاعتبار اللازم، وقد استخرج حجة الإسلام والمسلمين الشيخ حسن الغفّاري روايات الطبري عن أبي مخنف في هذا المجال ونشرها بشكل مستقل مع مقدمة عن حياة أبي مخنف لوط بن يحيى و تعليقات وتوضيحات مفيدة، ونحن هنا في هذا الكتاب كلّما ذكرنا اسم هذا المقتل فانّا نقصد هذه النسخة.

2-اللهوف على قتلى الطفوف ، ابن طاووس، ص 15.