2. استدعاء أهل الكوفة للحسين ـ عليه السَّلام ـ
الذي كان يعارض ولاية العهد ليزيد منذ عهد معاوية بشدّة امتنع هذه المرة عنها أيضاً، لأنّ مبايعة يزيد لا تعني إسباغ الشرعية على خلافة شخصية شاذة مثل يزيد فقط، بل يعني تأييد انحراف كبير من مثل تأسيس نظام ملكي أسّسه معاوية.
استمر الضغط عدة أيّام من قبل عامل المدينة غير انّ الحسين قاوم ذلك، وجرّاء هذه المضايقات انطلق الإمام في 28 رجب برفقة أهل بيته وجماعة من بني هاشم نحو مكة ودخلها في الثالث من شعبان.
وكان سبب اختيار مكّة من بين المدن الكثيرة هو انّها كانت حرماً آمناً، مضافاً إلى ذلك كان موسم الحجّ على وشك الاقتراب، ونظراً إلى الاجتماع القريب للحجاج في مكة كانت مكاناً مناسباً جداً للإعلان عن رسالة الإمام وتبيين أهدافه للمسلمين.
إلى هنا كانت ثورة الإمام الحسين ردّة فعل سلبي أمام طلب غير مشروع، لأنّ حكومة يزيد طالبته بالبيعة بالضغط والإلحاح وكان هو يمتنع عن ذلك، ولكن قد بدا واضحاً انّالإمام قد أعرب عن رفضه لبيعة يزيد رغم ضغوطه وقبل أن يدعوه الكوفيون، وحتى لو لم يدعوه إلى المسير إليهم فإنّه كان سيرفض مبايعته.
2.استدعاء أهل الكوفة للحسين ـ عليه السَّلام ـ
أقام الحسين ـ عليه السَّلام ـ في مكة بعد أن دخلها في الثالث من شعبان وراح يكشف عن طبيعة السلطة اللا إسلامية الحاكمة، وصل خبر معارضة الإمام الحسين ـ عليه السَّلام ـ لخلافة يزيد وإقامته في مكّة إلى العراق، واجتمع الكوفيون الذين كانوا ما يزالون يتذكّرون حكومة علي ـ عليه السَّلام ـ العادلة قبل ما يقارب العشرين عاماً، ومازالت آثار