وعي الناس ويقظتهم
جرائم معاوية
وتبعاً لهذه السياسة لم يكتف معاوية بعدم إجراء تعديل على طريقته هذه في التعامل فقط، بل ازداد طغياناً وإجراماً أكثر من السابق، فقد أشاع بدعة سب أمير المؤمنين وهتك حرمة ساحته المقدسة أكثر ممّا مضى، وضيّق الخناق على الشيعة وأصحاب علي الكبار الأوفياء لدرجة كبيرة، وقتل شخصية بارزة كحجر بن عدي وجماعة آخرين من الشخصيات الإسلامية الكبيرة، وتصاعد القتل والتنكيل والاضطهاد على شيعة علي حتى أصبح الشيعة بشكل عام إمّا سجناء أو مفقودين أو مشرّدين بعيداً يعيشون في أجواء يسودها الرعب والخوف. مضافاً إلى ذلك انّ معاوية لم يلتزم بالبند الذي على صيانة حرمة الإمام علي واحترامه هو وشيعته، وخالف كذلك البند المتعلّق بخراج دار أبجرد من تلك الوثيقة.وكتب الطبري حول هذا الموضوع:
وحال أهل البصرة بينه ـ يعني بين الحسن ـ و بين خراج «دار ابجرد» وقالوا فيئنا.(1)
وكتب ابن الأثير: وكان منعهم ـ يعني منع أهل البصرة ـ بأمر من معاوية.(2)
وعي الناس ويقظتهم
كان ينبغي على أُولئك الذين شقّت عليهم الحرب وملّوها لكثرة ما خاضوا منها وأطاعوا رؤساءهم وعلّقوا آمالاً على صلح معاوية تأثراً بإعلام ودعاية عماله
1-تاريخ الطبري:6/95.
2-الكامل في التاريخ:3/405. و كتب البلاذري في أنساب الأشراف: 47: أمر معاوية عامله على البصرة بأن يحرض الناس على الحسن بن علي عليمها السَّلام ، فقام بذلك حتى قالوا : هذا فيئنا ولم نعطيه غيرنا .