الإمام السابع وشهيد فخ
إن فشل ثورة شهيد فخ مأساة مريرة ومؤلمة أوجعت قلوب شيعة أهل البيت ـ عليهم السَّلام ـ بشكل خاص وذكّرتهم بمأساة كربلاء المفجعة.
وقد بلغ أثر هذه المأساة وفداحتها حداً دفع بالإمام الجواد ـ عليه السَّلام ـ أن يقول بعد عدة سنوات: لم يكن لنا بعد الطف مصرع أعظم من فخ.(1)
الإمام السابع وشهيد فخ
لم يكن هذا الحدث بلا اتصال وعلاقة بالإمام السابع ونهجه، ولم يكن ـ عليه السَّلام ـ يعلم بالثورة منذ ولادتها حتى اكتمالها فحسب، بل كانت تربطه بالحسين شهيد فخ علاقة وطيدة، ومع أنّ الإمام السابع كان يتنبّأ بفشل الثورة، غير انّه عندما شعر بأن الحسين ماض فيما هو مصمّم عليه قال له: «إنّك مقتول، فأجد الضراب، فإنّالقوم فسّاق، يظهرون إيماناً، ويضمرون نفاقاً وشكاً، فإنّا للّه وإنّا إليه راجعون، وعند اللّه عزّوجلّ احتسبكم من عصبة».(2)
ومن ناحية أُخرى انّ الهادي غضب غضباً شديداً بعد وقعة فخّ، لأنّه كان يعلم أنّ الإمام موسى أكبر شخصية في آل النبي، وهو الملهم والمرشد الروحي لبني هاشم، وانّه هو المخطط الوحيد لهذه الثورة والأحداث لكن بشكل غير علني، ولهذا هدّد الهادي الإمام بالقتل وقال:
واللّه ما خرج حسين إلاّعن أمره، ولا اتّبع إلاّ محبّته، لأنّه صاحب الوصية في أهل هذا البيت، قتلني اللّه إن أبقيت عليه.(3)
1-بحار الأنوار:48/165.
2-بحار الأنوار:48/169; أُصول الكافي:1/366; مقاتل الطالبيين، ص 298.
3-بحار الأنوار:48/151.