إجراءات الإمام الأمنية
وقد سجن المهتدي بعد المعتز الإمام العسكري مرة أُخرى ونوى أن يقتله ولكن اللّه لم يمهله وثار الأتراك عليه وقتلوه.(1)
إجراءات الإمام الأمنية
ومضافاً إلى ما قلنا آنفاً هناك أدلّة ووثائق تدلّ من ناحية على مدى خباثة ومكر البلاط العباسي وضخامة مخططاته الشيطانية بحق الإمام وأصحابه وعلى صحوة الإمام ويقظته وإجراءاته الأمنية وتوخّيه الحذر، وسنشير إلى بعض من ذلك:
1. قال أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري(2): كنت في الحبس أنا وجماعة إذ دخل علينا أبو محمد العسكري وأخوه جعفر فخففنا له ـ أسرعنا إلى خدمته ـ وحففنا به، وكان معنا في الحبس رجل جُمَحي (خ ل: أعجمي) يدّعي انّه علوي، فالتفت الإمام أبو محمد فقال: «لولا انّفيكم من ليس منكم لأعلمتكم متى يفرج عنكم» وأومأ ـ عليه السَّلام ـ إلى الجمحي أن يخرج فخرج فقال الإمام ـ عليه السَّلام ـ :«هذا ليس منكم فاحذروه، فإنّ في ثيابه قصة (تقريراً) قد كتبها إلى السلطان يخبره فيها بما تقولون فيه».
فقام بعضهم ففتّش ثيابه، فوجد القصةوالتقرير يذكرنا فيها بكلّعظيمة!(3)تدلّ هذه القضية على أنّ الإمام وشيعته مراقبون حتى وهم في السجن.
2. وقال أحمد بن إسحاق أحد أصحاب الإمام:دخلت على أبي محمد ـ عليه السَّلام ـ
1-الغيبة، للطوسي:134.
2-انظر ترجمته في تاريخ بغداد: 8/369.
3-الفصول المهمة، المالكي: 304; نور الأبصار، الشبلنجي: 166، كشف الغمة:3/222; إعلام الورى: 373; المناقب ، ابن شهر آشوب:4/437.