مقاومة الإمام الباقر ـ عليه السَّلام ـ لسياسة التمييع الثقافي
أنكل بهما لقرابتهما، فإذا قرأت كتابي هذا ووصلا إليكم فناد في الناس: برئت الذمّة منهما.(1)
مقاومة الإمام الباقر ـ عليه السَّلام ـ لسياسة التمييع الثقافي
عاصر الإمام الباقر ـ عليه السَّلام ـ حكم بني أُمية، وكان واقفاً على الخطط والسياسات الشيطانية التي تستهدف طمس معالم الإسلام وإغفال الناس، ومطّلعاً على أنّ بني أُمية لم يدخل الإيمان في قلوبهم ولم يؤمنوا بالإسلام قط، وانّ ما يطرحوه من الدين ليست إلاّ ظواهر جوفاء لا تمس صميم العقيدة، الأمر الذي أتاح للفاسدين والجهلة أن يتصدّوا للأُمور الدينية وأن يهرجوا باطلاعهم الواسع على المعارف الإسلامية.
فتجد الإمام وفي ضمن رسالة مطوّلة بعثها إلى سعد الخير(2)أحد رموز بني أُمية المعروفة بالصلاح والفلاح والذي كانت تربطه بالإمام روابط حميدة، يشير إلى المسائل السالفة الذكر، ويُذكر بتفشّيها في الأُمم الغابرة، وكتب ضمن مقايسة بينها يقول:
...وكلّ أُمّة قد رفع اللّه عنهم علم الكتاب حين نبذوه وولاّهم عدوّهم حين تولّوه، وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه وحرّفوا حدوده، فهم يروونه ولا يرعونه والجهال يعجبهم حفظهم للرواية والعلماء يحزنهم تركهم للرعاية... فأعرف أشباه الأحبار والرهبان الذين ساروا بكتمان الكتاب وتحريفه فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين، ثمّ اعرف أشباههم من هذه الأُمّة الذين أقاموا حروف الكتاب وحرّفوا حدوده....(3)
1-دلائل الإمامة: 105 ـ 107 ; بحارالأنوار: 46/307 ـ 313.
2-هو سعد بن عبد الملك بن مروان.
3-الروضة من الكافي، ص 53ـ55.