جرائم أبي مسلم
أمير آل محمد(1)ـ إبراهيم الإمام خلال سفره إلى مكة، فأوصاه إبراهيم بوصاياه على راية سوداء صارت فيما بعد شعاراً للعباسيين، وأمر بالتوجه إلى خراسان والثورة العلنية هناك.
ومن حيث إنّ هذه الوصية تبيّن لنا حقيقة إبراهيم وأبي مسلم وقادة الثورة العباسية الآخرين ووثيقة هامة ننقلها هنا بنصها، ولكي يخدعه أكثر يقول إبراهيم في بدايتها لأبي مسلم:
إنّك رجل منّا أهل البيت فاحفظ وصيتي، فاقتل من شككت في أمره، ومن وقع في نفسك منه تهمة... إن استطعت أن لا تدع بخراسان أرضاً فيها عربي فافعل، وأيّما غلام بلغ خمسة أشبار فاتهمته فاقتله.(2)
وهكذا يصدر إبراهيم الإمام أمره بالقتل وإراقة الدماء في وصيته لأبي مسلم بصراحة.
يقول المقريزي: وتاللّه لو توجّه أبو مسلم إلى أرض الحرب ليغزو أهل الشرك باللّه، لما جاز أن يوصى (إبراهيم) بهذا، فكيف وإنّما توجّه إلى دار الإسلام وقتال أبناء المهاجرين والأنصار و ...؟!(3)
جرائم أبي مسلم
وللأسف طبّق ونفّذ أبو مسلم هذه الوصية المرعبة والتعسفية بحذافيرهاحتى صار ـ كما يقول اليافعي ـ حجّاج زمانه، و قتل في سبيل تثبيت الحكم العباسي مالا عد ولا حصر له من الناس.(4)
1-ابن أثير، الكامل في التاريخ:5/436; ابن كثير، البداية والنهاية:10/54.
2-العبر، ابن خلدون، ترجمة آيتي:2/167; الكامل في التاريخ:5/348; النزاع والتخاصم، المقريزي ص 66; البدايةوالنهاية:10/28.
3-النزاع والتخاصم فيما بين بني أُمية وبني هاشم، ص 67.
4-مرآة الجنان:1/285.