نشاطات الإمام السرية
أسباب فشل الثورات
ويجب البحث عن أسباب فشل هذه الثورات في قياداتها وضعفها أوّلاً، و في رجال واتباع تلك القيادات ثانياً.
فإنّ قيادة هذه الثورات لم تكن تملك مخططاً صحيحاً وكاملاً تسير في ضوئه، وكانت تفتقر إلى التنظيم.
ومن ناحية أُخرى لم يكن لهذه الثورات طابع إسلامي مائة بالمائة، ولذلك لم تحظ بتأييد الأئمّة المعاصرين لها عادة.
ومن المؤكد كان هناك بين أصحاب تلك الثورات وأنصارها رجال مخلصون وشيعة واقعيون ناضلوا حتى الموت لأجل المبادئ الإسلامية الساميةغير انّ عددهم قليل، وكان أغلب الثوار ممّن لم يكن لهم أهداف إسلامية واضحة، بل كانوا منزعجين من الظلم والاضطهاد اللّذين كانوا يتلقونهما، وأرادوا تغيير الأوضاع المتردية، وكانت هذه الجماعات تترك قائدها وتتفرّق عنه بمجرد أن تشعر بالهزيمة أو الموت.
وكما تقدم فانّ السبب في عدم تأييد الأئمّة لها يكمن في أنّها لم تكن إسلامية خالصة، ولوحظت بعض الانحرافات في أهدافها وقادتها، أو انّ خططها كانت بنحو يمكن التنبّؤ بفشلها، ولذلك لو كان الإمام يؤيد هذه الثورات علناً، لكان التشيع والإمامة ونواة الشيعة المركزية عرضة للخطر فيما لو فشلت في حركتها.
نشاطات الإمام السرية
وكما يبيّن لنا الجدول الزمني لحكم العباسيين فانّ المتوكل قد عاصر الإمام الهادي أكثر من غيره من الخلفاء، وفيما يلي نستعرض موقفه تجاه الإمام.