الحوراء زينب ـ عليها السَّلام ـ في قصر يزيد
أفعجبتم ان مطرت السماء دماً ولعذاب الآخرة أخزى وأنتم لا تنصرون؟! فلا يستخفنّكم المهل، فانّه لا يحفزه البدار ولا يخاف الثار وانّ ربكم لبالمرصاد».
و قد حرّكت هذه العبارات التي خرجت من روح مفجوعة تتقوى من بحر مفعم بالإيمان باللّه مشاعر الجميع وهيّجتها وقرع الحاضرون أسنانهم يأسفون يتحسرون ،و في هذا المشهد المأساوي والدرس الكبير أنشد شيخ من الجعفيين وقد اخضلّت لحيته من البكاء شعراً وقال:
كهولهم خير الكهـول ونسلهـم
إذا عد نسل لا يبور ولا يخزى(1)
إذا عد نسل لا يبور ولا يخزى(1)
إذا عد نسل لا يبور ولا يخزى(1)
الحوراء زينب ـ عليها السَّلام ـ في قصر يزيد
أمر يزيد بارسال الأسرى ورؤوس الشهداء إلى الشام، فانطلقت قافلة الأسرى نحو الشام، كان جلاوزة ابن زياد أجلافاً غلاظاً، وكان بلاط الشام ينتظر هذه القافلة التي كانت رسول النصر إليهم على أحر من الجمر، وكما ينقل المؤرّخون دخلت قافلة الأسرى المدينة من بوابة الساعات تخترق الآلاف من المشاهدين، ساد ذلك اليوم مدينة دمشق الفرح والابتهاج واحتفلوا بنصر يزيد، سار موكب الأسرى من بين الجموع المحتشدة تجوب الشوارع والأزقة حتى وصلت إلى قصر يزيد الشامخ.
جلس أهل البلاط في مكانهم المخصص لهم وارتقى يزيد كرسيه متسربلاً بكبريائه وزهوه الكبير استعداداً للقاء الأسرى،و على العكس من مجلس ابن زياد فانّ مجلس يزيد لم يحضره كلّمن هب ودب، بل حضره كبار مسؤولي الدولة
1-بلاغات النساء، ص 24; ثورة الحسين، الدكتور الشهيدي، ص 182.