حقيقة ودوافع ثورة عاشوراء
بعد النهل بني أبيك، وأنّي احتجت إليها فأخذتها والسلام» .
وقد استاء معاوية جداً من هذا العمل وردّ عليه ردّاً عنيفاً.(1)
وممّا لا شكّ فيه هو أنّ عمل الإمام هذا يعد خطوة واضحة في عدم الاعتراف بمشروعية سلطة معاوية ومعارضته المعلنة له في تلك الظروف التي لا يجرؤ أحد غيره ـ عليه السَّلام ـ على القيام بمثل هذا العمل.
حقيقة ودوافع ثورة عاشوراء
هناك تساؤلات تتعلّق بثورة الإمام الحسين ـ عليه السَّلام ـ يتوقّف وضوح دوافعها على الإجابة عليها وهي:
1. لو لم يضغط يزيد على الحسين ـ عليه السَّلام ـ لأخذ البيعة منه، فهل كان سيعارض سلطته؟
2. ولو لم يدعو أهل الكوفة الإمام إلى العراق، فهل كانت ستحدث هذه الثورة؟
3. وهل كانت هذه الثورة ثورة عفوية غير مدروسة وانتفاضة متفجّرة من تلك الانتفاضات الاجتماعية الثائرة التي يعرضها الماديون اليوم؟ أم هي ثورة واعية مدروسة؟
ولكي تتضح الإجابة على هذه التساؤلات نشير ابتداء إلى أنّه على عكس الظواهر الطبيعية التي عادة ما تكون أحادية الطبيعة والحقيقة، فإنّالظواهر الاجتماعية قد تكون ذات جوانب وطبائع متنوعة، فالفلز لا يمكن أن يكون ذا طبيعة ذهبية وطبيعة نحاسية في آن واحد، بينما يمكن أن يكون للظواهر الاجتماعية جوانب متعددة في نفس الوقت وأن يؤثر فيها عدة أسباب، مثلاً قد تكون الثورة
1-حياة الإمام الحسين بن علي عليمها السَّلام ، باقر شريف القرشي:2/231 نقلاً عن نهج البلاغة.