لماذا لم يتعاون الإمام السجاد ـ عليه السَّلام ـ مع أصحاب ثورة المدينة؟
وأقام فيها قبل أن يأتيها الحسين ـ عليه السَّلام ـ عام 60 هجرية، و قد ألقى وجود الإمام الحسين ـ عليه السَّلام ـ هناك الظل عليها، فتغافلت الناس عنه، و انفسح له المجال بعد استشهاد الإمام ليعلن عن رفضة ليزيد ويواصل نشاطه السياسي.
و لم تكن لعبد اللّه علاقة طيبة مع أهل بيت أمير المؤمنين، و قد كان له دور هام في إشعال فتنة الجمل، وحذف أبان نشاطه في مكة الصلاة على الرسول من أوّل الخطبة، وحينما سألوه عن ذلك قال: إنّله أهل سوء يشرأبون لذكره ويرفعون رؤوسهم إذا سمعوا به.(1)
ونظراً لهذا العداء كان الإمام السجاد ـ عليه السَّلام ـ يبدي قلقاً من فتنته، وطبقاً لما كتبه المؤرخون كان لعبد اللّه بن الزبير دور في ثورة أهل المدينة وتمردهم.(2)
فقد عنّف العراقيّين ولامهم ـ ولدوافع سياسية ـ لأنّهم دعوا الإمام الحسين ثمّخذلوه وتقاعسوا عن نصرته وكان كثيراً ما يذم يزيد وينعته بالشارب للخمر والملاعب للكلاب والفاسق وقد دعا الناس لخلعه.(3)
وأضاف المؤرّخون أيضاً انّ طرد عامل المدينة وبني أُمية منها كان بموافقته على ذلك.(4)
لماذا لم يتعاون الإمام السجاد ـ عليه السَّلام ـ مع أصحاب ثورة المدينة؟
الآن حان أوان دراسة الأسباب التي دعت الإمام السجاد لعدم تعاونه مع المنتفضين ويمكن تلخيص تلك الأسباب بهذا النحو:
أ. انّالإمام كان يتوقع (نظراً لأجواء الرعب والاضطهاد التي سادت بعد
1-تاريخ اليعقوبي:3/8.
2-كشف الغمة،الاربلي:2/299.
3-أنساب الأشراف:4/30.
4-مروج الذهب:3/69.