3. بعث الأمل في النفوس
تتركز جميع جهود الجنود والمقاتلين الصناديد في ساحة المعركة على هذا الأمر، وهو أن تظل راية الجيش ترفرف أمام هجمات الأعداء، وفي المقابل يحاول جنود الأعداء أن يجعلوا رايتهم منكوسة دائماً، لأنّ بقاء الراية مرفرفة يبعث القوة في الجنود ويزرع الأمل ويرفع من معنوياتهم، كذلك وجود القائد في مقر القيادة ـ و إن كان صامتاً ـ يجعل الدماء تجري بسرعة في شرايينهم، ويحثّهم على بذل قصارى جهدهم، فيقولون: قائدنا حيٌّ ورايتنا ترفرف عالية.فبمجرد أن ينتشر نبأ قتل القائد بين الجيش يصاب الجيش مهما كان عظيماً وكفوءاً بالإحباط ويتلاشى، ومادام رئيس المجموعة أو الجيش حياً فانّه يبعث الحيوية والنشاط والاطمئنان والأمان في نفوسهم حتى لو كان مسافراً أو راقداً في الفراش، غير انّ سماع نبأ موته ينثر غبار اليأس والخيبة والإحباط على رؤوس الجميع. والشيعةووفقاً لعقيدتهم في الإمام الحي الغائب لا يرون أنفسهم وحيدين بعيدين عن قائدهم بالرغم من أنّهم لا يشاهدونه بينهم، والأثر النفسي لهذه العقيدة في إبقاء سراج الأمل وهاجاً في قلوبهم وحثّهم على تربية وإعداد أنفسهم لتلك الثورة العالمية الكبرى أمر ممكن دركه واستيعابه.(1)و قال البروفسور هنري كربن استاذ الفلسفة في جامعة السوربون والمستشرق الفرنسي الشهير: اعتقد انّ المذهب الشيعي هو المذهب الوحيد الذي حافظ على علاقة الهداية الإلهية بين الخالق والمخلوق إلى الأبد، فقد جعل الولاية مستمرة
1-مهدى انقلابى بزرگ، ناصر مكارم: 255ـ 256.