2. موقف العرب من المأمون ونظام حكمه
1. موقف العلويين من المأمون
وبني أبيه العباسيين أن لا ينكثوا العهد، فهل كان بمقدوره أن يعتمد على غيرهم إذا ما أحس يوماً انّ مركزه عرضة للخطر؟
وكيف يستطيع أن يتقلّد السلطة؟ ومن ثمّ كيف يقدر أن يقوّي دعائمها؟
هذه أسئلة كانت تشغل بال المأمون دائماً، وكان لابدّ له من أن يجد الإجابة عليها بكلّ دقة ووعي وإدراك وأن ينطلق بعدها وفقاً لتلك الإجابات، ولنلق نظرة سريعة على مواقف كلّ من هذه الجماعات من المأمون لنرى أي هذه الفئات يستطيع المأمون الاعتماد عليها في مواجهة الأخطار والتحديات التي تنتظره هو وحكمه.
1. موقف العلويين من المأمون
وكان من الطبيعي أن لا يرضى العلويون بالمأمون كما أنّهم ما كانوا ليرضوا بغيره من العباسيين خليفة وحاكماً، لأنّمن بينهم من هو أجدر من كلّ العباسيين، ولأنّ المأمون كان من السلالة التي لا يمكن أن تصفو لها قلوب العلويين، لأنّها قد فعلت بهم أكثر ممّا فعله بنو أُمية معهم. وكلنا نعلم كيف سفك العباسيون دماء العلويين وسلبوهم أموالهم وشرّدوهم عن ديارهم وأذاقوهم شتى صنوف العذاب والاضطهاد، وكفى المأمون عاراً انّه ابن الرشيد الذي حصد شجرة النبوة واجتث غرس الإمامة.
2. موقف العرب من المأمون ونظام حكمه
وأمّا العرب فهم أيضاً كانوا لا يرضون بالمأمون خليفة وحاكماً، وذلك بسبب انّ أُمّه ومؤدّبه والقائم بأمره ليسوا بعرب، وهذا ما لا يتناسب مع التعنصر العربي المتطرّف الذي كان يرى ـ وعلى عكس تعاليم القرآن و الرسول ـ أفضلية