هارون رجل متعدّد الشخصيات
و قد أراد بذلك أن يستعرض قوته وشوكته أمام الإمام ـ عليه السَّلام ـ ، فأجابه ـ عليه السَّلام ـ بدون اكتراث بما حوله بصراحة.
فقال ـ عليه السَّلام ـ : هذه دار الفاسقين قال: وقرأ (سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوا كُلَّ آية لا يُؤْمِنُوا بِِها وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبيلاً وإِنْ يَرَوْا سَبيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبيلاً).(1)
فاستشاط هارون غضباً ... و هو يخفي غضبه بصعوبة.
فدار من هي؟ قال:« هي لشيعتنا فترة ، ولغيرهم فتنة».
قال: فما بال صاحب الدار لا يأخذها؟
قال: أخذت منه عامرة، ولا يأخذها إلاّ معمورة.(2)
هارون رجل متعدّد الشخصيات
لكلّ إنسان ميزات خاصة تميّزه من ناحية طريقة التفكير والخصوصيات الأخلاقية، وانّ صفاته الأخلاقية وسلوكه يمثلان ـ كشكله ومظهره ـ شخصية محددة، غير انّ لبعض الناس نوعاً من التضاد النفسي وعدم الانسجام في شخصيتهم وأُسسهم الفكرية نتيجة الحرمان التربوي وأسباب أُخرى، فتراهم لا يتمتعون بشخصية واحدة من ناحية الطبيعة والمميزات الشخصية، بل تجد انّ لهم شخصيتين أو شخصيات متعدّدة، ولذلك تصدر منهم أعمال متضادة تبعث على التعجب أحياناً، وبالرغم من أنّ قبول هذا النوع من التضاد قد يكون أمراً
1-الأعراف: 146.
2-بحار الأنوار:48/138; تفسير العياشي:2/30.