رسالة الإمام السجاد ـ عليه السَّلام ـ القاصعة إلى الزهري
كانت بدافع تقديم حمزة وتعريفه على أنّه مثل الأمويين غارق في الفساد وملوث مثلهم، وبذلك يخلق لأسياده الأمويين شريكاً في الجريمة.(1)
رسالة الإمام السجاد ـ عليه السَّلام ـ القاصعة إلى الزهري
ونظراً إلى هذا الماضي الأسود الذي يحمله الزهري كتب الإمام السجاد إليه رسالة حادة اللهجة وبدافع الخير والنصيحة، وهي:
«كفانا اللّه وإيّاك من الفتن ورحمك من النار، فقد أصبحت بحال ينبغي لمن عرفك بها أن يرحمك، فقد أثقلتك نعم اللّه بما أصحّ من بدنك، وأطال من عمرك، وقامت عليك حجج اللّه بما حمّلك من كتابه وفقّهك من دينه وعرفّك من سنّة نبيّه محمد ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ، فرض لك في كلّنعمة أنعم بها عليك وفي كلّحجة احتج بها عليك الفرض، فما قضى إلاّ ابتلى شكرك في ذلك وأبدى فيه فضله عليك فقال: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزيدَنَّكُمْ وَلِئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابي لَشديد). (2)
فانظر أي رجل تكون غداً إذا وقفت بين يدي اللّه فسألك عن نعمه عليك كيف رعيتها؟ وعن حججه عليك كيف قضيتها؟ ولا تحسبنّ اللّه قابلاً منك بالتعذير، ولا راضياً منك بالتقصير، هيهات هيهات ليس كذلك أخذ على العلماء في كتابه إذ قال:(لتُبيِّنُنَّهُ لِلنّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ).(3)
واعلم أنّ أدنى ما كتمت وأخفّما احتملت أن آنست وحشة الظالم، وسهلت له طريق الغي بدنّوك منه حين دنوت، وإجابتك له حين دُعيت، فما أخوفني أن تكون تبوء بإثمك غداً مع الخونة، وأن تسأل عمّا أخذت بإعانتك على
1-يراجع للمزيد من الاطلاع على وضع هذا الحديث كتاب الصحيح من سيرة النبي الأعظم، للسيد جعفر مرتضى العاملي:4/40، غزوة بدر.
2-ابراهيم: 7.
3-آل عمران: 187.