2. الخطبة الدامغة والفاضحة في اجتماع الحجّ العظيم
أعظم على هذه الأُمّة من ولايتك عليها، ولا أعظم نظراً لنفسي ولديني.
وقلت فيما قلت: انظر لنفسك ولدينك ولأُمّة محمد، وإنّي واللّه ما أعرف أفضل من جهادك، فإن أفعل فإنّه قربة إلى ربي، وإن لم أفعله فاستغفر اللّه لديني وأسأله التوفيق لما يحب ويرضى.
وقلت فيما قلت: متى تكدني أكدك، فكدني يا معاوية فيما بدالك، فلعمري لقديماً يكاد الصالحون، وانّي لأرجو أن لا تضر إلاّنفسك، ولا تمحق إلاّ عملك، فكدني ما بدالك، واتق اللّه يا معاوية، واعلم أنّ للّه كتاباً لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلاّ أحصاها، واعلم أنّ اللّه ليس بناس لك قتلك بالظنّة وأخذك بالتهمة وأمارتك صبياً يشرب الشراب ويلعب بالكلاب ما أراك إلاّ قد أوبقت نفسك وأهلكت دينك وأضعت الرعية، والسلام».(1)
2. الخطبةالدامغة والفاضحة في اجتماع الحجّ العظيم
حجّ الحسين قبل أن يموت معاوية بسنة أو سنتين في الفترة التي بلغ الكبت والاضطهاد من قبل حكمه ذروته على الشيعة، وقد دعا الإمام الحسين ومعه عبد اللّه بن عباس وعبد اللّه بن جعفر الصحابة والتابعين وأبرز شخصيات المجتمع الإسلامي آنذاك ممّن عرف بالنزاهة والصلاح وبني هاشم جميعاً أن
1-الإمامة والسياسة ، الدينوري:1/180، وذكرت هذه الرسالة في بحار الأنوار:44/212 ; احتجاج الطبرسي:2/161; اختيار معرفة الرجال، ص 48، مع اختلاف يسير في الألفاظ غير انّنا ذكرنا عبارات الإمامة والسياسة.