ب. إرشاد الأُمّة ونصيحتها
نظرت إلى أبي وأخي وعمي وسبعة عشر من أهل بيتي مقتولين حولي، فكيف ينقضي حزني؟».(1)
وقال سهل بن شعيب أحد وجهاء مصر: دخلت على علي بن الحسين ـ عليه السَّلام ـ فقلت: كيف أصبحت أصلحك اللّه؟ فقال:
«ما كنت أرى شيخاً من أهل المصر مثلك لا يدري كيف أصبحنا!! فأمّا إذ لم تدري أو تعلم فسأخبرك: أصبحنا في قومنا بمنزلة بني إسرائيل في آل فرعون إذ كانوا يذبّحون أبناءهم ويستحيون نساءهم، وأصبح شيخنا وسيدنا يتقرب إلى عدونا بشتمه أو سبه على المنابر...».(2)
ب. إرشاد الأُمّة ونصيحتها
لم يكن باستطاعة الإمام السجاد ـ عليه السَّلام ـ أن يقدّم ويوضّح مفاهيمه الخاصة علانية وبصراحة، لأنّه كان يعيش في جو من الرعب والإرهاب، لذلك استخدم اسلوب الوعظ والإرشاد، وعرّف الناس من خلال الموعظة على الفكر الإسلامي الصحيح ذلك الفكر الذي تعرض إثر الإعلام المضلّل الذي مارسه الطغاة على مر التاريخ للنسيان والتحريف، نهض من جديد وقدمه الإمام إلى الناس كما كان و بكلّما يتمتع به من أصالة، وكان ـ عليه السَّلام ـ يبين لهم التعاليم الإسلامية في حدود استطاعته.
وتوضّح دراسةتلك المواعظ والتعاليم انّ الإمام كان يلقي عليهم وضمن تقديمه النصح والموعظة ما كان يريده أن يرسخ في أذهانهم ويبقى بطريقة
1-بحارالأنوار:46/108; البداية والنهاية:9/107; حلية الأولياء:3/140; أعيان الشيعة:1/631ـ 636; كشف الغمة:2/314; الخصال، الصدوق، ص 518.
2-الطبقات الكبرى، ابن سعد:5/219ـ220.