المأمون والفلسفة والمنطق - سیرة الأئمة علیهم السلام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سیرة الأئمة علیهم السلام - نسخه متنی

جعفر سبحانی تبریزی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

المأمون والفلسفة والمنطق



يتهيّبون من ذلك لما سبق إلى أذهانهم من مخالفته للدين إلاّ الكتب الطبية، فكانوا يرغبون في نقلها أو مطالعتها، ولكن الأطباء أنفسهم كانوا يومئذ من غير المسلمين ويغلب أن يكونوا من محبي الفلسفة والمنطق، وكانوا من الجهة الثانية يخدمون الخلفاء بذكر الفلسفة، وأصبحوا إذا فتحوا بلداً ووجدوا فيه كتباً لا يأمرون بإحراقها أو إعدامها، بل يأمرون بحملها إلى عاصمتهم والاحتفاظ بها لنقلها إلى لسانهم كما اتّفق للرشيد في أثناء حربه في انقرة وعمورية وغيرها من بلاد الروم، فإنّه عثر هناك على كتب كثيرة حملها إلى بغداد وأمر يوحنا بن ماسويه بترجمتها، ولكنّها ليست من الفلسفة بشيء وإنّما هي في الطب اليوناني.


أيّام الرشيد نقل كتاب اُقليدس النقلة الأُولى على يد الحجاج بن مطر وتسمى الهارونية تمييزاً لها عن النقلة المأمونية التي نقلها للمأمون.


وفي أيّامه نقل المِجَسْطي إلى العربية، وأوّل من عنى بنقله يحيى بن خالد البرمكي، ففسّره له جماعة لم يتقنوه، فندب لتفسيره أباحسان وسلماً صاحب بيت الحكمة، فأتقناه واجتهدا في تصحيحه.


المأمون والفلسفة والمنطق


فالكتب الفلسفية لم يقدم المسلمون على ترجمتها إلاّ في أيّام المأمون لسبب متصل بالمأمون نفسه، وذلك انّ المسلمين تعودّوا من أوّل الإسلام حرية الفكر والقول والمساواة فيما بينهم، فكان إذا خطر لأحدهم رأي في خليفة أو أمير لا تمنعه هيبة الملك من إبداء رأيه; وكان ذلك شأنهم في الدين، فإذا فهم أحدمن الآية أو الحديث غير ما فهمه الآخر صرّح برأيه وجادله فيه، فلم ينقض عصر الصحابة حتى أخذ المسلمون يفترقون في المذاهب، ولم يدخل القرن الثاني حتى تعدّدت الفرق وتفرعت، وفي جملتها ـ المعتزلة ـ طوائف كثيرة أساس مذهبهم تطبيق الأحكام العقلية على النصوص الدينية، ولو طالعت مذاهبهم لرأيت


/ 619