ورود الإمام سامراء
فقلت له :واللّه ما وقعت منه إلاّ على كلّ أمر جميل، ثمّ صرت به إلى سامراء فبدأت بوصيف التركي(1)، فأخبرته بوصوله فقال :واللّه لئن سقط منه شعرة لا يطالب بها سواك، فعجبت كيف وافق قوله قول إسحاق، فلمّا دخلت على المتوكل وقصصت عليه ماحدث، فشاهدت انّ المتوكل يكرمه أيضاً.(2)
ورود الإمام سامراء
وبأمر من المتوكل أُنزل الإمام يوم وروده سامراء في مكان وضيع يعرف بخان الصعاليك ـ خان المشرّدين والمساكين ـ بذريعة انّ محل إقامته لم يهيّأ بعد، فقضى ـ عليه السَّلام ـ يومه هناك، ومن المؤكد انّ القصد من وراء هذه الحركة هو تحقير الإمام وإهانته بشكل دبلوماسي.(3)
واعدّوا له داراً للسكن في اليوم التالي فأقام فيه.(4)
كان الإمام في هذه المدينة حراً في الظاهر غير انّه كان يعيش كالسجين، إذ كانت داره بحيث تخضع جميع تحركاته وسكناته ولقاءاته للمراقبة من قبل جلاوزة الخليفة.
وكان يزداد، الطبيب المسيحي وتلميذ بختيشوع وخلال إشارته إلى إحضار
1-كان وصيف من المتنفّذين في بلاط المتوكل.
2-تذكرة الخواص: 359ـ 360. ويتّضح من كلام يحيى بن هرثمة عن دخوله المدينة مدى شعبية الإمام جيداً، وهكذا يعلم من كلمات إسحاق بن إبراهيم ووصيف مدى محبوبيته بين الناس وحتى أهل البلاط.
3-كما لم يخف ذلك على شخصيات واعية مثل صالح بن سعيد فقد قال: دخلت على أبي الحسن الهادي يوم وروده فقلت: أرادوا إطفاء نورك والتقصير بك حتى أنزلوك هذا الخان الأشنع. (الإرشاد:334; كشف الغمة:3/173).
4-الإرشاد، ص 334.